عباس كامل :- أشهر مؤلف وسيناريو ومخرج للافلام
الكوميدية خلال الثلاثينيات حتى السبعينيات ٠٠
ولد عباس كامل محمد عبد الغنى الشهير( عباس كامل )فى مدينة بور سعيد فى١٩١١/٥/١١
وقد تلقى تعليمه فى مدرسة الإرشاد الثانوية بالمنصورة .وكان
يزاماه فى الدراسة الدكتور عبد
الجليل العمرى وزير المالية فى عام ١٩٥٤ .واكتفى بالحصول على
الكفاءة الثانوية رغم ما عرف عنه من ذكاء أثناء دراسته ..
اتجه عباس كامل للعمل الحكومى كاخواته أحمد.جلال /.
حسين فوزى بهدف ضمان حياة مستقرة . وكان الاخ الاكبر أحمد. جلال يتولى شيؤن الأسرة فى ذلك الوقت .. وكانت وظيفته فى مصلحة البلديات ..
حتى أصبح مديرا لمكتب رئيس
البلدية فى ذلك الوقت ..
وكان أحمد.جلال قد استطاع أن يكون له دور كبير فى الصحافة وعالم السبنما وخاصة منذ ميلاد فيلم ( ليلى) ١٩٢٧
وفى ذلك العمل استعان بأخيه
( حسين فوزى ) ليكون أحد.ممثلى الفيلم ٠٠
الصحافة
قلد عباس كامل أخاه أحمد
جلال فكتب فى نفس المجلات التى كتب فيها ..وتنقل فى عدة مجلات وصحف مختلفة ٠٠
وكان عباس مشهورا بكتابة الموضوعات المثيرة والظريفة التى تعتمد على السخرية !!
وكانت أقواها فى مجلة
( الكشكول) التى أصدرها أخوه أحمد.جلال فى عام ١٩٣٤ تحت
عنوان ( معلش بازهر ) وكان يوقعها باسم ( عبس ) !!
وبدأ فى رسم ( الكاريكاتير)
ونشرت رسومه فى العديد من المجلات كمجلة ( الاثنين ) ومجلة (كل شىء) ٠٠
الفيلم الاول
جاءت فرصة العمل فى السينما
التى دخل.عالمها من خلال اخويه أحمد.جلال وحسين فوزى
وكان أحمد.جلال عمل ممثلا ومخرجا وحسين فوزى سيناريست ومخرج ٠٠وبداوحياته كمساعد للاخراج
وعمل فى المكياج والمونتاج ٠٠
وبدأ العمل مع أخوه أحمد.جلال والمنتجة والممثلة والمخرجة اسيا ثم غيرهم من المخرجين
حتى أصبح لعباس كامل وجود سينمائي فى أبريل ١٩٤٣ أصبح سكرتيرا للجنة السينمائيين التى تضم محمد عبد الوهاب/والمخرج محمد.كريم.والشيخ عبد الحليم محمود وجبراييل نحاس إحدى أصحاب شركة إنتاج نحاس وأخوه المخرج
أحمد.جلال ٠٠
بداية شهرته الحقيقية مع فيلم ( طاقية الاخفاء ).الذى حقق
ايرادات ضخمة لفتت إليه الأنظار
كما دعا الفنانة والمنتجة عزيزه امير للاتفاق معه على ثلاثة أفلام
أخرى ٠٠ واتت الفرصة لعباس كامل ليخرج اول أفلامه عندما قرأ إعلانا فى أحد.الجرايد عن طلب استوديو الاهرام لقصص
تصلح للسينما ٠٠ فتقدم بقصة
( صاحب بالين ) ووافق استوديو
مصر على قصته على شرط أن يقوم بإخراج الفيلم وأعطوا له احر مضاعف ٠٠
وقد عباس فيلمه الاول وأشرك فيه عددا من الوجوه الجديدة مع الوجوه القديمة ذو الخبرة ٠٠
ونجح الفيلم مما دعا استوديو مصر للتعاقد معه على اخراج فيلم ثانى .. مما اضطره الاستقالة من وظيفته ليتفرغ للعمل السينمائي ٠٠
الحب والزواج الاول
فى باريس سنة ١٩٣٧ وفى ميناء مارسيليا بالتحديد .
وفى زيارة لجزيرة(شاتوديف)
كانت فتاة رقيقة تصعد.الباخرة
مع عمتها وسط الزحام ..فلفتت
انتباه عباس كامل وبدون سابق
تفكير وبشهامة المصرى الطبيعى
افسح لهما مكانا حتى يصعد بأمان وهدوء ..التفتت إليه السيدة شاكرة.والفتاة نظرت اليه
مبتسمة..وخلال التحول فى الجزيرة تعارفا ولم بفترقا بعدها!!
وتقدم عباس كامل لخطورتها
ونظر الاب.الى ذلك المصرى مستغربا !! قائلا له كيف تجرؤ على التقدم للزواج من ابنتى ؟
ولكن انتصر الحب وتزوجا ٠٠
وفى ذكرى لقاءهما بعد.عام من اللقاء الأول وفى نفس الجزيرة
التقطت صورة لعباس كامل وايفيت ووليدها الصغير ممدوح
تخلد ذكرى اللقاء وما أثمر عنه ٠٠
المنولوجست(سعاد مكاوى)
عندما جاءت الفرصة الاولى فى الاخراج لعباس كامل ..
وجاءت مرحلة مجموعة العمل
التى رشحها ..كان بين اختياراته
الفنانة(سعاد مكاوى) وكان الاختيار مفاجأة هزت الكثيرين !!
فقد.كانت العلاقات بينهما مقطوعة منذ فيلم ( زهرة )! الذى كان.يعمل.فيه عباس كامل مساعدا للاخراج لشقيقه حسين
فوزى ويومها حدثت مشادة بينه وبين سعاد مكاوى ومنذ ذلك الحين كان الود مقطوعات بين الطرفين !!
وجاء الاختيار مفاجأة لسعاد
مكاوى نفسها !!ولكن تدخل الفنان( سليمان نجيب ) أدى إلى
إزالة الفجوة بينهما٠٠
ومنذفيلم ( صاحب بالين ) ٤٦
الى فيلم ( عروسة المولد) ١٩٥٧
وسعاد.مكاوى قاسم مشترك فى كل فيلم لعباس كامل ممثلة ومطربة ٠٠
ومن خلال الأعمال المشتركة والدائمة بينهما ولد اعجاب تحول إلى حب ثم إلى زواج !!
وقد أدى هذا الزواج بايفيت زوجة عباس الاولى بعد أن أسلمت – أن تغادر القاهرة – وتعود إلى فرنسا ٠٠ بعد أن أنجبت ولديها ممدوح ومحسن
(١٩٣٨ – ١٩٤١) وظلت بقية حياتها فى فرنسا ٠٠
وبعد سنوات من زواجه من سعاد مكاوى .. انطفا الحب !!وتحولت الحياة بين عباس ويعاد مكاوى إلى نوع من عدم الوفاق أدى إلى انفصالهما رسميا عام ٥٧
فيلم ( البنى ادم )
عاش عباس كامل ساخرا من الحياة .. وعرف عنه السخرية من كل شىء!!
وهو قادر على أن يجسد هذه السخرية من خلال شخصيات
سينمائية يصممها ويبتكرها !!
ويحولها إلى لحم ودم !!
وهو ساخر من هذه الحياة إلى أقصى مدى – وهى أدنى ما يقبلها
حيوان أو جماد !! فقد.جسد.هذاةفى فكرتين من أفكاره تم تحويلها إلى افلام الاول فى فيلم ( البنى ادم ) فهو
قدم ( الحمير) وهى ترفض أن تعيش حياة البشر!!
وفى الفيلم الثانى عاد وقدم نفس الفكرة عندما رفض الجماد
ممثلا.فى عروسة المولد أن تستمر فى الحياة البشرية او على هيئة ( بنى ادم ) واختارت أن تعود جماد !! قمة السخرية !!
وعباس كامل موهوب فى تأليف الاغانى واستطاع أن يقدم اغانى كثيرة رددتها الجماهير مع سعاد مكاوى وثريا حامى واسماعيل ياسين وسمو ومنها على سبيل المثال :(حمودة فايت يابنت الجيران )!!
يعيش حياته كما فى الواقع!!
من تأمل حياة عباس كامل يجد أنه يعيشها فى الحياة كما هى فى الواقع تماما !!
يعيش حياة ساهرة فى أسلوب تعامله !! كانت حياته بوهيمية إلى حد.ما ( كان يأكل أو ينام فى اى وقت يحلو له ) !! (كان يصرف الفلوس بشكل بشع ) !! وكان يرى قيمة الفلوس بما تؤديه للناس !!
عاش حياته منطلقاو( ليله نهاره – ونهاره ليل ) ٠٠
وكان عباس كامل من الوجوه المألوفة لرواد المقاهى ..فكثيرا ما كان يجلس عليها ليكتب مسودات أفلامه وأفكاره !! وكان يحبةجدا معايشة البيئات الشعبية ٠٠ وكان عنده سرعة بديهة ٠٠ وهو إلى جانب ذلك صديق لطيف خفيف الروح والدم إلى حد.بعيد ٠٠ وأحاديثه كثيرة ٠٠
وكان عباس كامل كثير القراءة باللغة العربية والفرنسية التى كان يجيدها ٠٠ وكان رجل ( شيك ) أنيق فى حدود الكلاسيكية بدور على الكرافتة الملائمة للبدلة لا تجده ابدا مبهدلا فى اللبس !! حتى أيام ما كان موظفا فى الحكومة !!
ونستكمل الصورة فى الخبر الذى نشر فى مجلة ( الجيل ) فى ١٩٥٦/١١/٢٦ تبرع عباس كامل بسيارته البويك للمقاومة الشعبية
وقد.تسلمها تسلمها منه الاستاذ/
صلاح الشاهد .. كما أنه تطوع فى الدفاع المدنى فى منطقة الدقى مع نجليه ممدوح ومحسن
الاكتئاب ٠٠ والرحبل
بعد انفصال عباس كامل عن زوجته الثانيةسعاد.مكاوى..استقر حياته وحيدا وكان ولديه يدرسان فى الخارج ٠٠
وابتداء من عام ١٩٥٦ تغيرت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى مصر كما تغيرت خريطة الانتاج السينمائي أيضا ٠٠واخذت مساهمات وعطاءات عباس كامل تقل ..ولم تكن بنفس الغزارة التى كان عليها سابقا !! ففى عام ١٩٥٥ قدم ٣ افلام ..فى حين لم يقدم من عام ١٩٥٦ حتى عام ١٩٥٩؛سوى فيلمين !!
وفى الستينيات (١٩٦٠- ١٩٧٠) اى خلال ١٠ سنوات كاملة لم يقدم سوى ستة افلام فقط !!
وفى السبعينات لم يقدم سوى فيلمين أحدهما عام ١٩٧١والثانى
عام ١٩٧٧ وقد.ظل قبلها حبيسا فى العلب لمدة ٣ سنوات تقريبا
قبل عرضه !!
ورغم ذلك فإنه لم يتوقف عن الكتابة السينمائية خلال تلك الفترة من( ١٩٥٦ حتى ١٩٦٨)
حيث كتب للاخريين قصصا وحوارات وسيناريوهات دون أن يخرجها !!
وهكذا أجبر عباس كامل على الصمت وهو الساخر!! الذى كان يسخر من كل شىء حتى نفسه !!
ولكنه لم يعد.قادرا على السخرية
فقد تجمعتوكل عوامل ( الإحباط ) تفرض نفسها على
الساخر !! الذى كان فى وقت من
الأوقات شعلة نشاط لا تهدأ!!
يكتب للصحافة ..ويخرج للسينما
ويؤدى وظيفته الحكومية على
الوجه الأكمل !!
وفى عام ١٩٨٣ إصابته حالة اكتئاب نفسى كان قبلها قرر اعتزال العمل السينمائي!! قد قال لمجلة ( الكوكب ) لقد تركت هذا المجال الفنى من مدى وانا الان
سعيد بحياتى هكذا – واحاول الابتعاد عن الناس الذين يعرفوننى !! ولقد عرض على السيد بدير – منذ فترة – أن اعمل
مساعدا له فى اخراج مسلسل لإحدى البلاد العربية فاعتذرت!
وتوالت اطواق النجاة تحاول إنقاذه من الطريق الذى ينزلق فيه !! وعبثا !! وحاول أصدقائه من المنتجين العمل لعودته إلى الاخراج فكان يرفض !! بحجة أنه لم يعد يحب السينما وخير له أن يعتزلها وهو فى صحته قبل
أن يعتزلها رغما عنه !!
و ار انزلاقه فى طريق الوحدة !! الذى كان بمضى فيه !!
وعندما اقترح محرر ( اخبار الناس بجريدة الاخبار) ف١٩٨٣/٨/١٤ أن تقام له حفل تكريم مادام مصرا.على الاعتزال
رد بسخريته المعهودة ( أنا مستهلشى اللى يستاهل التكريم واحد.عبقرى زى اخويا أحمد
جلال) !!
وزاردت حالته سوء !! مما جعله يسير فى شوارع القاهرة مذهولا بكلم نفسه !! بعد ان
غابت عنه الذاكرة !!
لذا – فى أواخر أيامه.اضطر الكاتب المؤلف ( محمد عبد الفتاح)!ان ينقله إلى جمعية
الوفاء والامل لانه كان عايش
لوحده فى الشقة … والتى تقوم على خدمته تجىء يوم وتغيب ايام .!!. وكان لا يقدر على المشى الطبيعى !! والحالة فى تدهور !! وممكن.ان تحدث له كارثة !! ولا احد يحس بيها!!
وقد مضى أكثر من أسبوع
فى جمعية الوفاء والامل لرعاية المسنين.!! وجاءت النهاية ٠٠ وانتقلت الروح إلى خالقها فى ١٩٨٥/١٢/٢٥
وعندما سأله أحد.الصحفيبن :
( ما هى أقصى أمنية لديك فى الحياة ؟
جاءت كلماته موجزة وقصيرة كأنها طلقات مدفع الموت السريع
ولكن الحياة ٠٠!التى سخر منها ٠
لم تحقق له أمنيته البسيطة والعادلة !! وحاولت فى آخر لحظة أن تسخر منه كما يخرج منها !! ولم تعطه ما.طلب !!
ورحل.عباس كامل.- وتبقى أعماله الخالدة – نتذكرها كلما
شاهدنا عملا.من أعماله الخالدة ٠٠
رحم الله الفنان المخرج العبقرى/
عباس كامل ٠٠
المراجع :-
١) حسين فوزى – عباس كامل
للمؤلف الكاتب:محمد ع الفتاح
٢) عددان من مجلة الكواكب
٣) عددان من جريدة الأخبار
حسنى طلبة
نائب رئيس تحرير جريدة تحيا
مصر حرة