728x90
previous arrow
next arrow
مقالات

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الرياضة في الميزان

728x90
previous arrow
next arrow
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الرياضة في الميزان
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الرياضةَ في ميزانِ الإسلام ليست مجرّد حركةٍ للجسد، ولا ترفيهًا عابرًا، بل هي بابٌ من أبوابِ القوة، وصيانةٍ للبدن، وبناءٍ للذات، وتربية للنفس على الانضباط والصبر.
والبدن وعاءُ الروح، وصحته أمانة عند الإنسان، وقد قال أهل العلم: مَن قصّر فيما يقوّي بدنه فقد قصّر في حقِّ نفسه وحقِّ أمته.
وقد جاء الإسلام بمنهجٍ متكاملٍ يراعي الجسد، ويهذّب الروح، ويربط المسلم بربه في كل شأن؛ حتى أمره بحفظ قوته والاستعداد الدائم، فقال الله تعالى:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ سورة الأنفال: الآية 60
وقال النبي ﷺ مُفسِّرًا معنى “القوة” فقال:
«أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ»
رواه مسلم
وهذا تصريحٌ واضحٌ بأنّ القوة مطلوبة شرعًا، والرياضة أحد أعظم أسبابها.
وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ فَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا . وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَو ْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. أخرجه أحمد ومسلم و”النَّسائي في صحيح الجامع .
⚫ أولا : حُكمُ ممارسةِ الرياضة في الإسلام .
● الأصل في الرياضة الإباحة بل تُشرع إذا قصد بها تحقيق منفعة شرعية
لأنّ الشريعة جاءت بحفظ النفس والبدن والعقل، والرياضة من وسائل حفظها.
قال تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾
سورة النساء: الآية 29
والرياضة تحمي الجسد من المهالك، والكسل، والأمراض المزمنة، فهي داخلة في إطار حفظ النفس.
– وقد مارس النبي ﷺ وأصحابه الرياضة وفنون القوة
• من ذلك المصارعة، فقد صارع ﷺ رُكانة — وكان شديد القوة — فصرعه النبي.
رواه أبو داود
• وكان ﷺ يسابق زوجته عائشة رضي الله عنها، فقالت:
«سَابَقَنِي رَسولُ اللهِ ﷺ فَسَبَقْتُهُ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي»
رواه أبو داود
وهذا دليلٌ على مشروعية الرياضة للرجال والنساء بضوابطها.
ورسول الله ضرب لنا أروع الأمثلة في التحلي بالروح الرياضية والخلق الرياضي القويم , وتقبل الهزيمة كتقبل الفوز , والاعتراف للخصم بالتفوق , وعدم غمطه حقه لأن لا يعد ذلك نوعا من الكبر , فعن عروة عن عائشة قالت : خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالى حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عنى حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالى حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك”
أخرجه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (1 / 204) .
⚫ ثانيا : ضوابط الرياضة في الإسلام .
– لكي تكون الرياضة عبادةً وطاعة لا مجرد هواية، وضع الإسلام قواعد تضبطها.
● أولاً: ألا تشغل عن الصلاة والطاعات قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾سورة المنافقون: الآية 9
فالرياضة إن صارت سببًا لضياع الصلاة تحولت من نافعة إلى آثمة.
● ثانيًا: الالتزام بالستر وغض البصر قال تعالى:
﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ سورة النور: 30
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ سورة النور: 31
• فيُشترط للمرأة في الرياضة الستر الكامل بعيدًا عن أعين الرجال.
• وللرجل اجتناب كشف ما بين السرة والركبة وعدم لبس الضيق المثير.
● ثالثًا: ألا تؤدي إلى الخصومة والتعالي والتباغض فقد قال النبي ﷺ:
«المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ» رواه مسلم
• فإذا تحولت الرياضة لملاسنات ومشاجرات أو تعصب أعمى فقد انحرفت عن مقصدها.
والرياضة مكسب وخسارة
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: كانت ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العضباء لا تسبق، أو لا تكادُ تَسبقُ، فجاء أعرابي على قعود له، فسبقها فشق ذلك على المسلمين، حتى عرفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: “حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعهُ”.
ولكنّ طائفة من الناس – مع الأسف – جعلوا الرياضة بابًا للصراع والتناحر بدلاً من كونها وسيلة للترفيه والتنافس الشريف، فتحولت عندهم إلى أداة للتعصب الأعمى، والتقسيم البغيض بين الناس.
وكم سمعنا عن رجال سقطوا صرعى بالجلطات والسكتات بسبب مباراة! وآخرون خسروا بيوتهم وطلقوا زوجاتهم لأجل فريق! بل ووقعت جرائم قتل وثارات نتيجة تشجيع أعمى لا يعرف عقلًا ولا هدى.
بل إن البيت الواحد أصبح منقسمًا على نفسه؛ هذا مع الفريق الفلاني، وذاك مع الفريق الآخر.
ثم لا يقف الأمر عند حدود التشجيع، وإنما يتجاوز إلى السخرية والاستهزاء، ثم الخصومات والمشاجرات، فيسقط الجرحى وربما القتلى، ضحية كرة تتقاذفها الأرجل! حتى إن بعض الدول تتغير نظرتها لبعضها بسبب مباراة لا تُقدّم ولا تؤخّر!
وهذا كلّه من ثمار الجهل وسوء الفهم، وقد حذرنا الله من الانشغال بالدنيا على هذا النحو فقال سبحانه:
﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ [الأنعام: 70].
وجاء في الصحيحين عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم ويظهر الجهل» رواه البخاري ومسلم.
ومن العجيب أن كثيرًا من شباب الأمة اليوم يحفظ أسماء اللاعبين والفرق والدوريات حفظًا دقيقًا، بينما لا يعرف من أسماء الصحابة إلا القليل، وربما يجهل من سيرهم وأخلاقهم ما يجهله عن أبطال الملاعب.
● رابعًا: تجنب الاختلاط المحرم في الصالات لأن ذلك منافٍ للآداب الشرعية.
● خامسا : ألا تهدر وقت الإنسان وتضيع عمره .
– ​إنّ الوقت هو رأسمال الإنسان، ويجب عدم إهداره أو تضييع العمر فيما لا طائل منه.
وتأكيدًا لهذه القيمة، يُروى أن رجلاً استأذن الخليفة أبا جعفر المنصور ليُظهر له مهارته في الألعاب البهلوانية.
​بدأ الرجل بعرض مذهل، حيث أخذ يتقاذف عددًا كبيرًا من الصحاف (الأطباق) في الهواء دون أن يسقط منها شيء على الأرض.
​وعندما أتم ذلك، سأله الخليفة: “ثم ماذا؟”
​أخرج الرجل إبرة ورماها على الأرض، ثم أخذ أخرى ورماها فـ (رشقت) في ثقب الإبرة الأولى. وواصل هذا العرض المدهش، راميًا مائة إبرة، وسط دهشة الحضور من شدة مهارته.
​وعندما انتهى العرض، أمر الخليفة المنصور بالآتي:
​”أعطوه على مهارته ألف درهم”: مكافأة على إتقانه لعمله.
​”ثم اجلدوه مائة جلدة”: عقوبة لأنه أضاع وقت المسلمين في أمر لا يجلب لهم نفعًا ولا فائدة.
​ثانيًا: إضاعة الوقت في العصر الحالي
​من العجيب أن نرى اليوم أن بعض الناس يقعون في إضاعة الوقت على نحو مبالغ فيه، بل إنهم يُقدّمون مشاهدة المباريات والجلوس أمام الشاشات على أداء العبادات والأعمال المهمة الأخرى.
​كم سمعنا عن متابعين لمباريات كأس العالم يستيقظون في النصف الأخير من الليل لمشاهدة التلفاز، مما يؤدي إلى تفوّت صلاة الفجر عليهم؟
​وكم من المصلين ضاعت منهم صلاة الجماعة في المسجد بسبب انشغالهم وطول جلوسهم أمام الشاشات لمتابعة ما لا يفيد؟
​إن هذه الأمثلة الحديثة تُذكّرنا بضرورة الحذر من كل ما يستنزف أغلى ما نملك: وقتنا وعمرنا.
⚫ ثالثا: نماذج من أنواع الرياضة المشروعة والنافعة
● رياضات القوة والدفاع
مثل المصارعة، والكراتيه، والرماية، وركوب الخيل، والسباحة. قال النبي ﷺ:
«كُلُّ لَهْوٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ»
رواه النسائي
● رياضات اللياقة والصحة
• المشي — وقد كان النبي ﷺ أسرع الناس مشيًا.
• الجري — وقد سابق عائشة رضي الله عنها.
• تمارين المرونة والقوة.
● رياضات جماعية
مثل كرة القدم، والطائرة.
جائزةٌ إن خلت من التعصب والإيذاء وضياع الصلاة.
⚫ رابعا : فوائد الرياضة في ضوء القرآن والسنة والعلم الحديث .
● أولاً: فوائد دينية وإيمانية
• تقوّي الإرادة وتُهذّب النفس وتعوّدها على الانضباط.
• ترفع الهمة وتُبعد الكسل، وقد استعاذ النبي ﷺ من الكسل فقال:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ…»
رواه البخاري .
• تُعين على العبادة، فالبدن القوي أخشع في الصلاة من الكسول.
قال ﷺ:
«الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ»
رواه مسلم
● ثانيًا: فوائد صحية
• تقوي القلب وتمنع الجلطات.
• تخفّض السكر والضغط والدهون.
• تحارب السمنة وتحسّن النوم والمزاج.
● ثالثًا: فوائد اجتماعية ونفسية
• تبني الشخصية وتنمّي روح الفريق.
• تبعد الشباب عن رفقة السوء والانحراف.
• تبعث السعادة والراحة النفسية وتزيل التوتر.
⚫ خامسا : التطرّف الرياضي .
إنَّ الرياضةَ في أصلها نعمةٌ جليلةٌ، ووسيلةٌ لتقوية الأبدان وحفظ الصِّحة، وباب ترفيهٍ مباحٍ ما لم تؤدِّ إلى غلوٍّ أو معصية.
ولكن كما كلّ نعمةٍ إذا استُخدمت في غير موضعها انقلبت نقمة، ظهرت في عصرنا ظاهرة التطرف الرياضي وكانت مظاهره كالتالى :
• تعصّب أعمى لنوادي الكرة
• سبٌ وشتمٌ وعداوة بسبب فريق
• ضياع الصلوات لأجل مباراة
• انشغال بالساعات أمام الشاشات
• إنفاق الأموال والوقت بلا ضابط وقد يصل الحال للعراك والقتل!
وفي الجهة الأخرى ظهر التطرف الرياضي البدني:
• بناء عضلات مبالغ فيه
• استعمال المنشطات والهرمونات
• جعل الجسد صنمًا يُعبد
• تقديم النادي على الأسرة والعبادة
• السعي المُرهِق خلف الشكل لا القيمة
ولهذا جاءت هذه المحاضرة لتضع ميزان الإسلام بين الاعتدال النافع والتطرف المذموم.
⚫ أولًا: مفهوم التطرف الرياضي .
● التطرف لغةً: من الطرف، أي الخروج إلى أحد الجانبين وترك الوسط.
• وفي الشرع هو: الخروج عن حدّ الاعتدال المشروع إلى الغلو والتنطع.
● التطرف الرياضي اصطلاحًا:
• الانحراف في ممارسة أو تشجيع الرياضة بحيث تتقدم على واجبات الدين والخلق والحقوق، أو تتحول لهوس وصراع ويترتب عليها أذى نفسي أو اجتماعي.
– فالتطرف الرياضي والتعصب الكروي يعني
التعصب الشديد لفريق أو رياضة، يتجاوز المنافسة الصحية ليتحول إلى عداء غير مبرر، وسخرية، وإساءات، ورفض للآخرين لمجرد انتمائهم لنادٍ منافس، وقد يتطور إلى عنف أو نشاطات متطرفة، خاصة مع استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب، وهو ما يحول الرياضة من مجرد نشاط إلى أداة للتنشئة الأيديولوجية المتطرفة، كم
● وله وجوه رئيسة:
• – التعصب الرياضي الكروي والمشاحنات
• – التطرف في التدريب الجسدي والمبالغة الرياضية
وسيأتي تفصيل كل وجه بأدلته.
⚫ التعصب الرياضي والغلو في الفرق والبطولات.
-لقد تحوّل اللعب عند كثير من الناس من وسيلة ترفيه إلى صراع
إذا فاز فريقهم طاروا نشوة، وإن خسر تفجّرت الخصومة.
ومطلوب من المسلم الوسطيه قال الله تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًاۗ﴾(البقرة: ١٤٣)
والوسطية أصل الدين، فكيف نتركها في الرياضة؟
والتعصب يُخرج المسلم من الوسط إلى الطرف حيث التنازع وهو عنوان التطرف.
قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْۚ وَٱصْبِرُوٓا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
(الأنفال: ٤٦)
فكم من أصدقاء تقاطعوا بسبب مباراة؟
وكم من شابّ سبّ صاحبه لأن ناديه خسر؟
وفي الواقع : نري الناس ! تهجر البيوت والمساجد !وقت المباراة
تشتعل المقاهي بالسباب والفحش!
والنبي ﷺ قال :
«سبابُ المسلمِ فسوقٌ، وقتالُه كفرٌ»
وَعَنْ أَبي هُريْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
رواه البخاري ومسلم
فمن التطرف الرياضي أن يتحول التشجيع إلى سباب ومهاوشات وضرب.
كما نجد عند مشاهدة المباراة أن الصغير لا يحترم الكبير،والنبي قال :
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»
خرّجه الترمذي
فكيف بمن لا يرحم مشجعًا آخر لأنه يشجع فريقًا مختلفًا؟!
إن الرياضة إذا أفسدت الأخلاق فقد خرجت عن حدّ الإباحة وصارت منكرًا.
⚫ التطرف في ممارسة الرياضة البدنية والمغالاة في الجسد.🏋️‍♂️
– ​إنَّ المغالاةَ في الجسدِ وممارسةِ الرياضةِ البدنيةِ قد تنحرفُ لتصبحَ صورةً من صورِ التطرفِ المذموم، وتتجلى مظاهرُ هذا الانحراف فيما يلي:
• ​عبادةُ العضلاتِ وتقديمُ الهوى:
– ​يصلُ الأمرُ ببعضِ الناسِ إلى أن تصبحَ العضلاتُ صنمًا يُعبَد، والنوادي الرياضيةُ محرابًا مقدَّسًا لا يُنسَى، بينما تُعامَلُ الأنظمةُ الغذائيةُ الصارمةُ كأنها دينٌ لا يجوزُ المساسُ به.
​وفي هذا خروجٌ عن ميزانِ الشرعِ واتباعٌ للهوى، مصداقًا لقولِهِ تعالى: ﴿أَفَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ﴾ (الجاثية: ٢٣).
​فقد يتحولُ الجسدُ إلى إلهٍ متبوع، يُقدَّمُ على أوامرِ الدينِ ومقتضياتِ العقلِ السليم.
• ​إلقاءُ النفسِ إلى التهلكةِ باسمِ القوة:
– ​يُخالفُ هذا التطرفُ البدنيُّ وصيةَ اللهِ الصريحةَ في قولهِ: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: ١٩٥).
– ​وتشملُ مظاهرُ التهلكةِ الصريحةِ ما يلي:
• ​استعمالُ الهرموناتِ والمنشطاتِ الضارةِ بالصحةِ على المدى الطويلِ.
• ​تحميلُ الجسدِ فوقَ طاقتِهِ على نحوٍ يضرُّ بالأعضاءِ.
• ​إهمالُ الواجباتِ الدينيةِ والأكاديميةِ والمهنيةِ لأجلِ التدريبِ المفرطِ.
•​ التفريطُ في الحقوقِ وهدمُ الاعتدال:
​الاعتدالُ هو الأصلُ والأساسُ الذي قرَّرَهُ النبيُّ ﷺ بقولهِ: «إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لأهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ» (رواه البخاري).
​فمَن جعلَ النادي الرياضيَّ والاهتمامَ بالشكلِ مقدَّمًا على حقوقِ أهلِهِ وأسرتهِ فقد خرجَ عن دائرةِ الاعتدالِ إلى التطرفِ المذموم.
​الرياضةُ مطلوبةٌ لبناءِ البدنِ… لكن دونَ أن تلتهمَ العمرَ والدينَ والأخلاق، فالعاقلُ مَن جعلها وسيلةً لا غايةً، ومتعةً لا هوسًا، وصحةً لا هلاكًا.
⚫ ثانيا : نشأة ظاهرة التطرف الرياضي في العصر الحديث
– إنَّ الرياضة في أصلها مروحة للنفس، ورياضةٌ للبدن، وقد وُجدت في المجتمعات منذ القدم، إلا أنّها في القرون الأخيرة تطوّرت من نشاط بدني إلى صناعة تجارية عالمية، ومع تقدم الإعلام والاحتراف تحوّلت إلى:
● أندية الاحتراف والبطولات
• أصبحت الرياضة سلعةً تُباع وتشترى
• نشأت معها ثقافة الفوز فقط دون الأخلاق
● قنوات الفضائيات وتحويل اللعب إلى إدمان المشاهدة
• أصبح الشاب يجلس ساعات طويلة أمام الشاشة
• لا ينام حتى آخر مباراة
• قد تضيع الصلوات لأجل “وقت المباراة”
● منصات التواصل والشحن المعنوي
• التعصب انتقل من الملاعب إلى الهواتف
• شتمٌ وتحقيرٌ وسخرية
• تحويل اللاعب إلى “قدوة أسطورية” ولاعب آخر إلى “عدو”
وهذا كله خلاف مقصود الشريعة التي دعت إلى الاعتدال، قال تعالى:
﴿وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ﴾(الأعراف: ٣١)
• الإسراف في الوقت أمام الرياضة تطرف
• الإسراف في المال والمراهنات والتبذير وهدر الأموال فيها، فأصبحت الملايين تنفق فيها، ورواتب بعض اللاعبين أصبحت خيالية، وفتحوا باب الاحتراف لجذب الشباب، ونرى الآن الحث على دعم الأندية بصورة تجلب التعصب المقيت، بعنوان ادعم ناديك، وكأنهم يحثون الناس للصدقة على الأرامل والأيتام، ويا للعجب .
• الإسراف في المشاعر تعصب وفتنة
وقد روى البخاري أن النبي ﷺ قال:
«إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ»
صحيح البخاري
• من أخذ الرياضة بغلوّ أرهقته
• ومن جعلها فوق طاقة نفسه وقلبه هلك
⚫ ثالثا :نماذج واقعية تبين خطر التطرف الرياضي
● حالات من المجتمع
• شاب طعن صديقه لأنه شجع الفريق الآخر
• أب قتل ابنه في لحظة غضب بسبب مباراة
• جماهير أحرقوا سيارات بعد هزيمة فريقهم
• طلاب تركوا الامتحان لأجل النهائي
• شباب ماتوا بالسكتة القلبية أثناء المشاهدة
هذه ليست مبالغات بل وقائع نشرتها قنوات إخبارية عالمية.
قال الله تعالى:
﴿وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ﴾
(المائدة: ٢)
• التحريض الرياضي تعاون على عدوان
• الجماهير التي تهتف بالسِّباب شريكة في الإثم
– التطرف الرياضي ليس ظاهرة تافهة كما يظن البعض، بل كارثة حضارية وأخلاقية ودينية، تزلزل القيم وتخدّر الشعوب وتحرف الشباب عن البناء والإبداع.
الرياضة إذا صلحت صلحت الأبدان والأخلاق وإذا فسدت فسدت العقول والنفوس
⚫ رابعا : أضرار التطرف الرياضي .
● ١- أضرار نفسية وسلوكية .
• القلق والتوتر عند الخسارة
• الشماتة عند فوز فريقه
• الإحباط والفراغ العاطفي
• تقديم اللاعب على القدوة الصالحة
– في لحظة هزيمة فريق، ترى شابًا يبكي كأنّ أمًا فقِدت!
– وفي فوز مباراة، تسمع أصوات المفرقعات كأن الأمة تحررت!
قال الله تعالى:﴿أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ (الرعد: ٢٨)
• الاطمئنان لا يُنال من فوز مباراة بل من قرب الله وموازنة الحياة
● ٢- أضرار اجتماعية وأسرية
• الخصام .
التعصب الرياضي غالبًا ما يُفرّق بين الإخوة، والأصدقاء، بل والزوجين!
فكم من صداقةٍ انقطعت، وكم من خلافٍ نشب بين أفراد العائلة، بسبب “هدف” أو “بطاقة حمراء”!
وهذا يُخالف قول النبي ﷺ:
«لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا»
رواه البخاري، ومسلم
فأين نحن من هذا الأمر النبوي، ونحن نرى الجار يهجر جاره، والصديق يقاطع صديقه، لمجرد اختلاف في الفريق المفضّل؟!
• التعصب .
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ» رَوَاهُ أَحمَدُ
فلا يصح أن تكون الرياضة سببا للعداوة والبغضاء يوالى عليها ويعادى عليها فقد يجر هذا أحياناً إلى خلافٍ عنيفٍ، أو إلى خصومةٍ هائجةٍ ، بين الأصدقاءِ والمعارفِ، وبين الأزواجِ والزَّوْجاتِ، وبين الأبناءِ والآباءِ، وقدْ تبلغُ حدَّ التقاذُفِ بالتُّهمِ والشتائمِ ،والله يريد منا أن نكون متآلفين متوادين متحابين .
قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ .
• شتائم في المقاهي
• طلاق بسبب متابعة زوج يترك زوجته وحدها!
• إهمال التربية لأنه “مشغول بالمباراة”
وقد قال ﷺ:
«كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ»
متفق عليه
فإذا شغل الرجل بالرياضة عن أولاده فقد خان الأمانة.
● ٣- أضرار صحية (بدنية)
• السهر الطويل يؤدي لتلف الجهاز العصبي
• الجلوس ساعات يسبب السمنة والخمول
• المنشطات تدمّر الكلى والهرمونات
• كمال الأجسام الشديد قد يوقف القلب
قال الله تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوٓا۟ أَنفُسَكُمْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾
(النساء: ٢٩)
• تعاطي هرمونات رياضية صورة غير مباشرة لقتل النفس
● ٤- أضرار دينية وروحية
– يسبّ، فيقول ما حرم الله.
– يحلف كاذبًا.
– يفرّط في الصلاة أو يأخرها لأجل متابعة مباراة
– يُضيّع ماله على رهاناتٍ محرّمة (كالقمار).
• استعمال السحر والشعوذة والكهانة وغيرها حتى يفوز فريقه المفضل وهذا لا يجوز.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » رَوَاهُ أَحمَدُ
• متابعة لاعبين متبرجين أو فاحشي اللسان
• اتصال القلب بهم أكثر من العلماء وأنبياء الله!
قال الله تعالى:
﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِۚ﴾ (المنافقون: ٩)
• فكيف بمباراة لا تساوي شيئًا في ميزان الآخرة؟
يا من تسهر لساعتين تشجع، كم سهرت ساعة تقرأ القرآن؟
⚫ خامسا : العلاج الشرعي والتربوي لظاهرة التطرف الرياضي
– إنّ درء التطرف لا يكون بالمنع التام ولا بالتساهل المفرط، بل بالمنهج القرآني الوسطي، الذي يجمع بين التهذيب والترشيد والبدائل العملية.
قال الله تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةًۭ وَسَطًۭا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ﴾ (البقرة: ١٤٣)
الوسطية ميزان، لا غلو ولا تفريط
• التحكم في العواطف .
على المسلم أن يُحاسب نفسه كلما شعر بميلٍ عاطفي جارف تجاه فريقه، فيقول:
هل أفرّط في ديني من أجل شغفي؟
هل أظلم غيري لأن قلبي مع “فلان”؟
قال تعالى:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾سورة الحجرات، الآية 13)
فلا فضل لأحدٍ إلا بالتقوى، لا بالميول الرياضية!
• الرياضة وسيلة وليست غاية، الأصل فيها الإباحة والضوابط توجهها
وقد قال النبي ﷺ:
«سَدِّدُوا وَقَارِبُوا»
رواه البخاري
أي: اقتربوا من التمام دون غلو
● ١- التربية الإيمانية كدرع واقٍ
• تعميق معنى العبودية لله قبل الهوايات
• تذكير الشباب بأن الفلاح الحقيقي في الآخرة
• غرس قيمة الوقت وأنه رأس مال الإنسان
قال تعالى:
﴿وَٱلْعَصْرِ۝ ١ إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ۝ ٢﴾ (العصر 1-2)
• الخسران الحقيقي ليس خسارة مباراة
• بل ضياع العمر فيما لا ينفع
قال ﷺ:
«لا تزولُ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عمرِه فيما أفناهُ…»
رواه الترمذي .
فكم من أعمارٍ ذهبت في المدرجات والمقاهي!
● ٢- ضبط المشاهدة بمقاييس شرعية .
• لا مباراة فوق فريضة الصلاة
• غض البصر عن اللقطات المحرمة
• عدم رفع الصوت أو إيذاء الناس
قال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ۝ ١ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ۝ ٢﴾ (المؤمنون: 1-2)
• مباراة بلا خسوع ولا صلاة ليست فلاحًا، الفلاح الحقيقي في الخشوع لا في التتويج
● ٣- تحديد أوقات اللعب والمشاهدة
• اللعب بعد أداء الواجبات
• عدم السهر المفرط
• تنظيم الوقت بين العلم والرياضة والعبادة
قال ﷺ:
«إنَّ لِرَبِّكَ عليكَ حقًّا، ولِنَفْسِكَ عليكَ حقًّا، ولِأهلِكَ عليكَ حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه»
رواه البخاري .
فلا يطغى جانب على آخر
● ٤- تحويل الرياضة إلى وسيلة إصلاح
• بطولات بلا سباب ولا شتائم
• تكريم الروح الرياضية لا نتائج الفوز
الإسلام يشجّع المنافسة، لكن بشروط:
– ألا تؤدي إلى قطيعة.
– ألا تشمل كراهية.
– ألا تخرق حدود الشرع.
قال ﷺ:
«المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بعضُه بعضًا»
رواه البخاري، ومسلم،
فالمؤمن الحقيقي لا يرى في خصمه “عدوًّا”، بل منافسًا في ميدانٍ محدود، لا يُخرجه من دائرة الاحترام الإنساني.
• إدخال النية الصالحة عند ممارستها
قال ﷺ:
«إنَّما الأعمالُ بالنِّيّات»
البخاري ومسلم .
• نية تقوية البدن لعبادة الله = عبادة
• نية التكبر والمباهاة = معصية
● ٥- التأكيد على وزارة التعليم والمسجد والأسرة مسؤولية جماعية
● ١- الأسرة
• الحوار مع الأبناء لا القمع
• مشاركة الأب لأبنائه لعبًا وتربية
• منع الشاشات وقت الصلاة
قال تعالى:
﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًۭا﴾
(التحريم: ٦)
• حماية الأبناء من الانحراف مسؤولية
● ٢- المسجد
• خطب تُعالج الظاهرة بوعي
• أئمة يوضحون ضوابط التشجيع
• توجيه الشباب للقدوات الربانية
وقد قال ﷺ:
«خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه»
رواه البخاري .
فلنربِّ شبابًا يقود الملاعب بالقرآن لا بالعنف.
● ٣- المدرسة والجامعة
• مسابقات تربوية بدل الشحن الرياضي
• إدراج مادة “المرأة في الرياضة بضوابط شرعية”
• محاضرات عن الوسطية والاعتدال، ليس على الصراخ والشتائم والهتافات المحرمة
⚫ الخاتمة .
التطرف الرياضي — سواء كان تعصبًا في التشجيع أو غلوًا في اللعب إنما هو انحراف عن ميزان الشريعة، وخروج عن السنن الفطرية
وإنّ العلاج يبدأ منا نحن: آباءً ومربين، دعاةً وعلماء، إعلامًا ومدارس، أفرادًا ومجتمعات، بالرجوع إلى الله، وبناء جيل متوازن:
✦ يقرأ القرآن قبل المباراة
✦ يمارس الرياضة بخلق وتواضع
✦ يحسب للآخرة قبل النقاط والأهداف
✦ يجمع العلم بالعقيدة، والرياضة بالفضيلة
قال تعالى:
﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَۗ﴾
(آل عمران: 185)
هذا هو الفوز الحقيقي، أما فوز الملاعب فظلٌّ زائل، وصوتٌ يخبو مع صافرة النهاية.
• وهذه رسائل لشباب المدرجات والمقاهي
نقول لهم:
– يا من يصرخ للمباراة لساعات هل صرخت يومًا من خشيتك لله؟
– يا من سهر للفريق الذي لا يعلم اسمك هل سهرت ليلة تختم فيها سورة البقرة؟
– يا من يبكي لخسارة فريقه هل بكيت ليلةً تائبًا من ذنب؟
– يا من يرفع لاعبًا فوق السماء هل رفعت نبيك ﷺ في حياتك بالاتباع؟
تذكر
الفريق لا ينفعك في قبرك
ولا يشفع لك نجمك يوم القيامة
وإنما يشفع القرآن والعمل الصالح
اللهم أصلح شباب المسلمين، وخذ بنواصيهم إلى الحق والهداية، واجعل الرياضة قوةً لأبدانهم وطاعةً لأديانهم، ولا تجعلها فتنةً تهلك قلوبهم.
تم نسخ الرابط بنجاح!
اظهر المزيد
728x90
previous arrow
next arrow

نموذج التعليق


التعليقات:
  • Business Tools & SaaS Software

    With the rapid evolution of modern digital infrastructure, many companies are shifting their focus toward Business Tools & SaaS Software to improve long‑term performance and ensure seamless scalability. At the same time, growing security concerns have increased the demand for Cybersecurity & VPN Solutions, especially as more organizations move their operations online. Meanwhile, the rise of Online Education & Certifications has empowered professionals to optimize workflows, enhance productivity, and adopt smarter technological strategies suitable for competitive global markets. (460c002a)

    7 ديسمبر، 2025 | 4:56 م
زر الذهاب إلى الأعلى