رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإذاعي الكبير الدكتور كامل البوهي في ذكراه
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإذاعي الكبير الدكتور كامل البوهي في ذكراه
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
تحلّ اليوم ذكرى ميلاد الإذاعي الكبير الدكتور كامل البوهي، أحد أعلام الإذاعة المصرية، ومؤسس إذاعة القرآن الكريم، وأحد أبرز رموز الدعوة الإسلامية والإعلام الديني في مصر والعالم العربي.
وُلد الدكتور كامل البوهي بقرية جريس التابعة لمحافظة المنوفية في 28 ديسمبر عام 1924، ونشأ محبًا للعلم واللغة والقرآن الكريم. حصل على شهادة الكفاءة للتعليم الأولي (دبلوم المعلمين) عام 1946، وبدأ حياته العملية مدرسًا، قبل أن يلتحق بـ كلية الآداب – قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، حيث حصل على درجة الليسانس بتقدير جيد جدًا.
وفي عام 1954، أعلنت الإذاعة المصرية عن قبول دفعة جديدة من المذيعين، فترك التدريس وتقدّم لاختبارات الإذاعة، وكان في مقدمة الناجحين، ليُرشَّح للعمل بالقسم الديني نظرًا لحفظه القرآن الكريم، ومنذ تلك اللحظة بدأت تتشكل في ذهنه فكرة إنشاء إذاعة متخصصة في بث القرآن الكريم.
تحوّلت الفكرة إلى مذكرة رسمية قُدمت إلى المسؤولين، ثم أُعير بعد ذلك إلى جامعة بلجراد في يوغوسلافيا (سابقًا) عام 1959 لتدريس اللغة العربية. وبعد خمس سنوات حصل على درجة الدكتوراه في الأدب، وكانت رسالته بعنوان:
«تأثير الأدب العربي على أدب منطقة البلقان».
وعند عودته إلى مصر، كانت المفاجأة الكبرى في انتظاره؛ إذ أصدر الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام آنذاك قراره التاريخي بافتتاح إذاعة القرآن الكريم، استجابةً للفكرة التي آمن بها الدكتور كامل البوهي وسعى لتحقيقها.
وفي 29 مارس 1964، انطلق صوت الإذاعي الكبير أحمد فراج معلنًا افتتاح إذاعة القرآن الكريم، والتي بدأت بثها بتلاوة المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت الشيخ محمود خليل الحصري. ورغم أن الإذاعة كان من الممكن أن تظل مجرد محطة لتلاوة القرآن، فإن رؤية وجهود الدكتور كامل البوهي – أول مدير لها – جعلتها تتطور لتؤدي دورًا دعويًا وتنويريًا متكاملًا.
قدّم الدكتور كامل البوهي عبر إذاعة القرآن الكريم عددًا من برامجه الشهيرة، من بينها:
«رأي الدين» – «يا أمة الإسلام» – «القاموس الإسلامي»،
كما أعد وقدم للتليفزيون المصري برامج دينية وثقافية بارزة، منها:
«قرآن ربي» – «الدين المعاملة» – «حديث الروح» – «ربي زدني علمًا» – «في نور القرآن الكريم».
وعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي، اختير رئيسًا لـ الاتحاد الإقليمي للجمعيات الخاصة، كما أسس جمعيتي «كل مسلم» و**«النادي القومي للثقافة العربية»**، وتولى رئاستهما.
وترك الدكتور البوهي بصمة علمية واضحة؛ إذ أعد قاموسًا عربيًا – يوغوسلافيًا يُعد الوحيد من نوعه حتى الآن، كما ترجم عددًا من المؤلفات من اليوغوسلافية إلى العربية، ونال جائزة طه حسين في الأدب. وكان أيضًا أول من أجرى حديثًا إذاعيًا لإذاعة القرآن الكريم مع الرئيس محمد أنور السادات في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
ومن أبرز مؤلفاته:
«دعوة إلى السعادة»
«نحو إعلام إسلامي»
«التربية الإسلامية بين النظرية والتطبيق»
رحل الدكتور كامل البوهي عن عالمنا في 23 أبريل عام 1985، لكنه ترك تراثًا إعلاميًا ودعويًا خالدًا، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ الإذاعة المصرية، ورمزًا للإخلاص والرؤية المستنيرة التي جعلت من إذاعة القرآن الكريم منارة هداية ووعي للأجيال.
لا توجد تعليقات بعد.