ولدت الفنانة سعاد أحمد في محافظة القاهرة يوم 28 مارس عام 1907. درست في كُتّاب قريب من منزلها، ثم توفي والدها وهي لا تزال شابة، مما اضطرها إلى الخروج للعمل عام 1925 كمونولوجست لمساعدة والدتها في نفقات المعيشة.
—
اكتشفها المخرج توجو مزراحي في ملهى بشارع عماد الدين
في عام 1937 شاهدها المخرج الكبير توجو مزراحي وهي تقدم اسكتشات غنائية كوميدية بأحد الملاهي الليلية في شارع عماد الدين، فانبهر بخفة ظلها وحضورها وصوتها المميز، ونصحها بالعمل معه في فيلمه الجديد “العز بهدلة”.
حماة إسماعيل ياسين في فيلم “ابن حميدو
—
“العز بهدلة”… أول أفلامها السينمائية
قدّمها مزراحي في فيلم “العز بهدلة” عام 1937، فنجحت في أداء دورها ونالت إعجاب الجمهور، لتتوالى بعدها العروض السينمائية، وتثبت نفسها كواحدة من أبرز الفنانات في الأدوار الكوميدية.
—
مسيرة فنية حافلة… 51 فيلماً سيـنمائياً
امتد نشاط الفنانة سعاد أحمد من عام 1937 حتى وفاتها عام 1962، وقدمت خلال هذه الفترة ما يقرب من 51 فيلمًا سينمائيًا تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، وأثبتت قدرتها على أداء مختلف الشخصيات بخفة ظل وحضور قوي.
حماة إسماعيل ياسين في فيلم “ابن حميدو
—
من “مصنع الزوجات” إلى “ألف ليلة وليلة”
شاركت في فيلم “مصنع الزوجات” عام 1941، ثم ظهرت في فيلم “ألف ليلة وليلة” من إخراج وبطولة توجو مزراحي، وهو الفيلم الذي شهد بداية تعارفها بالفنان الكبير إسماعيل ياسين. ومع تكرار اللقاءات نشأت بينهما صداقة فنية استمرت حتى وفاتها.
كما شاركت عام 1942 في فيلمي “الستات في خطر” و**”على مسرح الحياة”**، وتوالت أعمالها السينمائية الناجحة لاحقًا.
—
غيرة الفنّانة ماري منيب لمنافستها على دور “الحماة”
صرّحت الفنانة الراحلة ماري منيب في أحد لقاءاتها أن الفنانة سعاد أحمد كانت تنافسها بقوة في أداء دور “الحماة”، بفضل تلقائيتها وخفة ظلها وحضورها المميز، مما كان يتطلب من ماري إبداعًا مضاعفًا حتى لا تخطف سعاد منها هذا الدور المحبب إلى الجمهور.
—
“ابن حميدو”… الدور الذي حفَر اسمها في ذاكرة الجمهور
يبقى فيلم “ابن حميدو” واحدًا من أهم أفلامها على الإطلاق، وقد تحدث عنه الفنان إسماعيل ياسين قائلاً:
> “سعاد أحمد كانت ممثلة تلقائية بشكل مهول. أثناء تصوير (ابن حميدو) كانت ترتجل إفيهات غير موجودة في السيناريو، وكُنا سعداء جدًا بها. وقدمت معها عدة أفلام وكنت مستمتعًا بالعمل معها.”
كما قال عنها المخرج فطين عبد الوهاب:
> “سعاد أحمد كانت تضيف إفيهات من تلقاء نفسها. كانت تنظر لي خشية أن أغضب، لكنني كنت أقول لها بين المشاهد: زودي من كوميديتك طالما أنها في صالح الفيلم… وهذا ما جعل الفيلم ينجح بهذا الشكل.”
واستمرت الصداقة بينها وبين فطين عبد الوهاب حتى رحيلها.
—
وفاتها وحزن زوجها الفنان محمد شوقي
رحلت الفنانة سعاد أحمد في 12 أغسطس 1962 بعد إصابتها بصداع بسيط، لتفارق الحياة بهدوء عن عمر ناهز 55 عامًا.
وتسبب رحيلها في إصابة زوجها الفنان محمد شوقي بحزن شديد واكتئاب وعزلة طويلة.
وقال محمد شوقي في أحد البرامج:
> “سعاد أحمد كانت جزءًا مني… جمعنا الحب والفن والعِشرة. فراقها كان صعبًا، لكنها إرادة الله، وأسأل الله أن يصبّرني على غيابها.”
—
أبرز أعمالها السينمائية
1937: العز بهدلة
1941: مصنع الزوجات – ألف ليلة وليلة
1942: على مسرح الحياة – الستات في خطر
1943: ماجدة
1944: غرام وانتقام – سفير جهنم
1945: أميرة الأحلام – الفلوس – البني آدم
1946: شهرزاد – دائمًا في قلبي
1947: النائب العام – ولدي – البلدية الحسناء – خمسة جنيه
1948: هدى
1949: نص الليل – لهاليبو
1950: صاحبة الملاليم – العيش والملح – حماتك تحبك
1951: حبايبي كتير
1952: الأفوكاتو مديحة – الآنسة ماما – أختي ستيتة
1958: ابن حميدو – إزاي أنساك
1958: أحبك يا حسن
1962: بين القصرين
وغيرها من الأفلام المميزة في رصيدها الفني.
—
رحيل بلا ضجيج… وبصمة لا تُنسى
رحلت الفنانة سعاد أحمد بهدوء، بعد أن تركت خلفها رصيدًا كبيرًا من الأعمال، ما زال الجمهور يتذكره بكل حب، لما امتلكته من تلقائية وخفة ظل جعلتها واحدة من أشهر الأمهات والحموات في تاريخ السينما المصرية.
—
المراجع:
– أوقاتك
– فيلموغرافيا
مع تحيات / حسني طلبة
لا توجد تعليقات بعد.