مأساة الشعب اليمني والرجوع إلى ما قبل التاريخ.
بقلم الباحث / محمد نصار الباحث بمعهد التخطيط القومى المصرى.
أسوء أزمة إنسانية في العالم
نتكلم اليوم عن حُطام الدولة الفقيرة المريضةُ ومعاناة شعبها التعيس ( اليمن السعيد سابقاً)
بقلم الباحث / محمد نصار الباحث بمعهد التخطيط القومى المصرى.
أما أن لنازحية أن يجدوا مستقراً ووطنا بدلا من أستيطان الصحاري، وبدل من المخيمات التي تفتقر لأدني مقومات الحياة، وعيش كريم يستحقة الكرام في هذا الوطن .
نحدثكم عن اليمن اليوم الذي تنهار فيه الدولة بما فيها الاقتصاد ،مع تدهور قيمة الريال اليمني ،وفيه تاني أكبر أزمة غدائية في العالم ،حيث يحتاج أكثر من 25 مليون من أهلة للمساعدة ، ما يهدد فقدان جيل بأكملهِ من الأطفال والشباب وأكثر من 5 مليون نازح داخل بلدهم.
تحالفت مليشات الحوثي مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فأسقطوا صنعاء والسلطة الشرعية في مارس 2015.
فجاءت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية والتصدى لما أعتبر خطراً إيرانياً علي المنطقة ، وبعد سنوات من العملية يخرج هنا تساؤل هل حقت العاصفة أهدافها المعلنة أم إنها زادت الوضع تعقيداً
هل أضعفت النفوذ الإيراني المتمدد في المنطقةُ؟ أم انها تمددت في البلاد علي حساب السلطة الشرعية ،والأهم من ذلك ما هو الثمن الذي دفعه ومازال يدفعة الشعب اليمني جراء هذه العاصفة ، وهل لهذه العاصفة من نهاية ؟
في24 مارس 2015 ،خرج الرئيس الشرعي عبدربه منصورمن القصرالجمهورى في مدينة عدن ،ليظهر بعدها بيوم في المملكة العربية السعودية ويلقي خطابة للشعب اليمني من مدينة الرياض عاصمةالسعودية،ليعلن للشعب اليمنى سقوط اليمن في أيدى الحوثى وقوات علي عبدالله صالح، لتعلن السعودية بعدها ومعها 10 دول عملية عسكرية أسمتها عاصفة الحزم في اليمن وهدفها المعلن هو إستعادة الشرعية باليمن ،وأكدت بأن هذه العملية العسكرية لن تطول باليمن ،وسوف تستعيد بها الشرعية باليمن .
وقال المتحدث بأسم قوات التحالف في منتصف ليل يوم 26 مارس بأن العملية حققت أهدافها في خمسة عشر دقيقة ،ولكن وللأسف العملية لم تكن سريعة كما وُعد الشعب اليمني .
والحالة اليمينة هي تراكمات تاريخية هذه التركمات هي من صنع دول الخليج ، لانه عندما قامت الثوره باليمن لم يتعامل الخيلج معها تعامل راشداً وإنما قاموا بتنظيم وتقديم مبادرة خليجية، أعطت نظام علي عبدالله صالح قبلة الحياة،وبعد 26 يوم من القصف المتواصل أعلنت قيادة التحالف فجأة وقف عملياتها في اليمن وقال المتحدث بأنهم أنهوا عملية عاصفة الحزم ، والحكومة اليمنية سوف تتخد جميع الإجراءات من خلال عملية إعادة الأمل.
ولكن الأمل فى هذه العملية كان بعيداً للغاية عن طموحات الشعب اليمنى الذي شُرد أهله ونزحوا من بلدهم اليمن السعيد
والهدف الرئيسي كان خارج اليمن وهو حدوث تغير سياسي وإنتقال السلطة من الملك عبدالله لتولي الملك سلمان ، والملك سلمان أراد ان يثبت للشعب السعودي بأن قرارات القادمة سيقودها لمصلحة الشعب السعودي وأن أكبر تهديد للشعب السعودي هو الخطر الإيراني وأنه بذلك سيوُقف الزحف الإيرانى المخيف والمتمدد بالمنطقة.
وبدأت الإمارات في عدن بعمليه السهم الذهبي لتحرير عدن
ومن وجهة نظري بأن السعودية والإمارت يبدوا متحالفين ولكن في بعض الوقت ليسوُا كذلك .
ولا أستبعد بأن الإمارات ربما لها رغبة بأن يكون اليمن الجنوبي مختلف عن الشمال وقد يكون هذا جانب من الخلاف بين الإمارات والسعودية .
وهذه الوقائع تشي بأن هناك أجندات ربما لا تنسجم مع الأهداف الإستراتيجية المعلنة ، التي من أجلها بني التحالف ومن أجلها دُشنت عاصفة الحزم ، وهذا الوضع اذا استمر ربما يفضي إلي تداعيات خطرة وتداعيات سالبة ليس فقط علي اليمن فحسب ، وإنما علي الأمن الخليجي بالمُجمل .
نجح الجيش اليمني مدعوماً بالمقاومة الشعبية في إستعادة معظم مناطق مدينة عدن ، لكن تباطى قوات التحالف في تقديم الدعم لهم أدي إلي إصابتهم في مقتل ،وسهل للحوثيين فرض حصار خانق عليها .
كانت علامات الإستفهام تدور حول وقف عمليات قوات التحالف عند الحدود الشرقية بين عدن وتعز ، فلم تستمر شمالاً نحو المدينة المحاصرة فيما تحاشت السعودية تقديم الدعم لأي قوة فاعلة في تعز ، وأكتفت ببعض الضربات الجوية .
وأما عن الإمارات فقد أختارت دعم فصيل سلفي مسلح بقيادة أبي العباس ليكون منافساً لحزب الإصلاح .
ومن المعلوم لدى الجميع بأن حزب الإصلاح باليمن تابع لجامعة الإخوان المسلمين ، وهم غير موثوق بهم بالنسبة للإمارات وهذا هو سبب دعمهم للفصيل السفلي دون غيرهم .
ولم تكن مدينة تعز المحاصرة التي يسكن فيها قرابة ثلاث مليون نسمة أولوية بالنسبة للإمارات ، فالتفت مباشرة نحو جزيرة ميون في مضيق باب المندب والساحل الغربي ،وشرعت بتهجير أهلها بالكامل لتمنع دخول اي قوات يمنية تابعة للقوات الشرعية لتحولها لقاعدة عسكرية تابعة للإمارات .
وعلي لسان الأمير محمد بن سلمان قال بأنه يستطيع في أيام قليلة بأن يحشُد القوات البرية السعودية لتقضي علي مليشيات الحوثي وأعوانهم ، الامر الذي يجعلنا نطرح سؤلاً هاماً للغاية لماذا هذا التباطى في إنهاء هذه الحرب العبثية التي أنهكت البلاد والعباد وأرهقت الشعب اليمني وأرجعت اليمن الي ما قبل التاريخ ، وإنتشار الأمراض والفقر والجوع ونزوح المواطنين ، وكم الدمار والخراب الذي حل بالبلد الذي كان يلقب باليمن السعيد .
لكن على ما يبدوُ بأن هناك قراراً سياسياً بعدم المُضى قدوماً وأسقاط الحوثيين والإكتفاء فقط عند حدود صنعاء .
وتم اتخاذ القرار بالتوقف واللجوء إلي التفاوض والحلول الدبلوماسية أي ما يعني تأجيل حل الأزمة اليمنية إلي ما شاء الله .
الأمر الذي أرادوا فعلة هو طرد الحوثيين لكن ليس لدرجة بأن يستفيد حزب الإصلاح ، ومن هنا ذهبت العملية العسكرية الي المسار الخطأ ،وبالتالي لم يستخدم التحالف كامل قدرتة وقواته مما أدي إلي عدم حسم الحرب لحساب التحالف.
وأتنقلت السعودية من مهاجم ومدافع عن الشرعية إلي مدافع عن أرضها ضد الضربات التي وجهها الحوثي للسعودية علي أرضها ووصلت إلي العمق السعودي ،وصلت إلي الطائف والرياض وشركة أرامكو ، ودخول الحوثي إلي نجران وعسير وإصلاق الصواريخ بأتجاه أهداف في الأراضى السعودية.
لتعلن الإمارات بعدها في يونيو 2016 إنسحابها من التحالف ، لتضغط علي السعودية لمنحها مزيد من الهوامش للتحرك أكثر ، والدليل علي ذلك بأن الامارات بعدها عادت أكثر قوه بعد قرار الإنسحاب .
ولا يجوز نكران الأخطاء التي أرتكبها طيران التحالف التي ضربت في عدة مرات صالات للعزاء بها مدنيين، وأطفال ،وشباب ،ومن تدمير للبنية التحيتية ومنازل للمدنيين
. فكل هذه الخطايا دفع ثمنها الشعب اليمني دون غيره، فلاَ علي عبدالله صالح ولا الحوثي ولا عبدربه منصور ولا السعودية ولا الامارات ذاقوا ويلات الحرب والخراب والدمار وإنما جميعهم مترفين لا يشعرواً باي من الاحتياج للمأكل أو للدواء مثلما يعاني الشعب اليمني من نقص في الغذاء والدواء والمسكن الأمن .
ومحصلة الحرب العبثية هي كالاتي :-
20 الف غارة
تدمير البُني التحيتية
تهجير 7 مليون يمني
مليون شخص مصاب بالكولوريا
نص مليون مصاب
قتل الأف المدنيين
أسوء أزمة إنسانية في العالم .
هل تريد السعودية والامارات إنهاء الحرب ؟
الإجابة نعم . لكن إنهاء الحرب لا يعني الخروج منها .
واليوم نستطيع القول بعد كل هذه السنوات لا أعتقد بأن هناك يمني يستطيع القول بأن هذه الحرب أفادتهم ، لقد كانت كارثة بكل المقايسس.
ولو أن هذه المليارات التي صرفت للحرب علي اليمن تم صرفها لبناء اليمن لكان علي مدار التاريخ سيصبح كل يمني يعترف بالمعروف الذي قامت السعودية والإمارات به تجاه بلدهم (اليمن السعيد)
وفي الختام نقول بأنه لابد من إنهاء هذه النزاعات والحرب العبثية والسعي قدماً نحو حوار وطني شامل للجميع دون إقصاء لاي يمني ، لانه لا يوجد مستقبل دون مشاركة جميع طوائف وابناء الشعب الواحد.
حفظ الله مصر واليمن وسائر بلاد العرب والمسلمين من كل سوء.