أخبار مصراقتصادالأمن الوطنىحوداثمقالات

“لصوص الحسابات البنكية”- تجارب مرعبة و مؤلمة حدثت مؤخرًا في مصر.

كتبت: نورهان الصباغ…

شهدث مصر مؤخرًا عددًا هائلاً من عمليات الاحتيال التي تعرض لها عددًا كبيرًا من عملاء البنوك المصرية. مما أدى إلى قذف الذعر في قلوب المواطنين المصريين جميعًا، و ذلك بعد أن قدر هؤلاء اللصوص على الاستيلاء على مبلغ و قدره 2.5 مليون جنيهًا مصريًا من أرصِدة بعض العملاء في بنوك مصرية مختلفة و قد تم ذلك عن طريق قراصنة لم تُعرَف هويتهم أو مواقع نشاطهم حتى هذه اللحظة. و هذا ما سنتطرف إلى الحديث عنه في هذا المقال، سرقة الحسابات البنكية و كيف بدأ الأمر و ما هو الحل الأمثل لتجنب الوقوع في مثل هذه الحوادث و المواقف المؤلمة.

الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع من الاحتيال في مصر:

أولاً، الإغراءات الكاذبة:

كان من أبرز الشخصيات التي مرت بتجربة هذا النوع من الاحتيال السيدة “هناء فاروق”، و هي صيدلانية مُقيمة بمركز ملوي في محافظة المنيا جنوب القاهرة. حيث صرحت أن هناك شخصٌ قد اتصل بها مُدعيًا أنه موظف في وزارة التضامن الاجتماعي، و كان مع ذلك الشخص معلومات خاصة بها في أحد البنوك المصرية التي تتعامل معها، و قام ذلك الشخص بطلب رقم البطاقة البنكية الخاصة بها بدعوى حصولها على “منحة من الوزارة”.

كما أضافت فاروق في تصريحاتها أنها بالفعل قامت بإعطائه رقم البطاقة، ثم صُدِمَتْ و فوجئت بعد دقائق قليلة بسحب مبلغ من المال و قدره 16 ألف جنيه مصري من حسابها البنكي، مشيرة إلى أنها اتصلت بالبنك لوقف عملية السحب لكن لم يستطع أحدًا فعل أي شيء لإيقاف ذلك.

ثانيًا، الاحتيال الالكتروني:

في نفس السياق، كشفت السيدة “منال. ف”، و هي أحد الضحايا الأخرى لهذا النوع من الاحتيال و التي مسقط رأسها هو مركز سمالوط بمحافظة المنيا، تفاصيل عن حادثة تَعَرُضِها لعملية احتيال إلكترونية، و التي أدت بدورها إلى الاستيلاء على رصيدها البنكي كاملاً.

كما قالت السيدة المصرية أن الشخص المحتال قد أوهمها بأنه يساعدها على استخدام النظام الإلكتروني في تعاملاتها المالية، كما أنه طلب منها أحد الأرقام التي وصلتها عن طريق البنك و ذلك لاستخدامه في عملية تحديث البيانات. و أكدت السيدة منال أن الرقم الذي منحته إياه فَتَحَ أمامه أبواب السحب المالي من الحساب، بالإضافة إلى أن ذلك الرقم جعله قادرًا على التحكم في كل ما يخص حسابها البنكي من معلومات شخصية.

تلى ذلك اتصال من البنك بعد اكتشاف الأمر ليُبلِغها أنها كانت إحدى ضحايا عمليات النصب و الاحتيال، و أن المحتال قد نجح في الاستيلاء على حسابها كاملاً و الذي كان يحتوي بدوره على مبلغ و قدره 200 ألف جنيه مصري.

أما بالنسبة للسيد “جمال عبدالناصر” ، و هو موظف بالمعاش، فقد روى تجربته مع النصب و الاحتيال قائلاً أنه قد تلقى اتصالاً هاتفيًا من شخص ادعى أنه يعمل في “بنك مصر”، و هو أحد البنوك المصرية الحكومية الغنية عن التعريف في البلاد، و قد أبلغه في ذلك الاتصال أنه قد حصل على جائزة و أنه يريد رقم بطاقة الخصم الفوري الخاصة به، و بمجرد إعطاؤه الرقم، قام المحتال بسحب كل ما في حسابه من أموال.

المخاطر المعلوماتية:

أكد محمد عبد العال، و هو أحد الخبراء المصرفيين، أن سرقة عملاء البنوك انتشرت بكم هائل في العالم العربي عمومًا، و في مصر على وجه الخصوص مؤخرًا، فمع “التحول الإلكتروني و الشمول المالي و استخدام التطبيقات الإلكترونية للقيام بمعظم العمليات المالية في وقتنا الحالي، يؤدي ذلك إلى تَعَرُض العملاء إلى المزيد و المزيد من المخاطر.”

كما أشار عبد العال في حديثه إلى أن “من ضمن المخاطر الحديثة و المتزايدة أكثر فأكثر في الوقت الحالي بحكم التقدم التكنولوجي مخاطر أمن المعلومات، و هذا أمر موجود في جميع أنحاء العالم و ليس فقط في مصر”.

و تابع حديثه قائلاً: “عمليات النصب و الاحتيال تكون لها طرق عديدة، و أن على جميع البنوك التحذير منها بشكل دائم و نشر الوعي التام بمثل هذه الأمور، و كذلك على العملاء أيضًا توخي الحذر”.

كما صرح الخبير المصرفي قائلاً: “دائمًا ما تتركز عمليات النصب على العميل، حيث يُراوغ القراصنة و المحتالين العميل للحصول على بياناته الشخصية، و لذلك يجب على العملاء توخي الحذر و عدم إعطاء أي بيانات مصرفية شخصية لأي شخص”.

و تابع حديثه مُحَذِرًا: “في حالة حصول شخص ما على أي أرقام خاصة بالعميل، فقد يُمَكِنه ذلك بعدها من إجراء عمليات بيع أو شراء أو سحب أموال من الحساب البنكي، و أحيانًا يعمل المحتال على تغيير البيانات الخاصة بالحساب البنكي ليصبح هو عميل البنك”.

الخاتمة:

في النهاية، كل ما يُمكننا قوله هو أن عمليات النصب و الاحتيال بكافة أشكالها و أنواعها ليست بالأمر الجديد على المجتمعات؛ و لكن مع ازديادها في الوقت الراهن، يجب علينا جميعًا توعية المواطنين بخطورة مثل هذه الاحتيالات لأنها قد تؤدي بدورها إلى خسائر ضخمة و ضياع حقوق الكثير من الأشخاص الأبرياء، لذلك علينا جميعًا نشر الوعي الكافي بمثل تلك الأمور في المجتمعات لتجنُب الوقوع في هذه الأخطاء التي أصبحت شائعة بشكل كبير في وقتنا الحالي.

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى