دنيا و دين

اسرار البيوت .لا تخرجها ……

اسرار البيوت

بقلم /عفاف كمال الدين

وراء كل باب من ابواب البيوت الكثير من الامور الحياتيه التي عني الاسلام بعدم خروجها خارج باب المنزل للغرباء،او طرحها داخل المنزل للاقرباء.
وتحتاج السعادة الزوجية إلى جهد دئوب من الزوجين وقد يفعل الزوجان ذلك، ويبذلان قصارى جهدهما لتحقيق سعادتهما، لكن أخطاء صغيرة أو هفوات غير مقصودة تذهب بهذا الجهد أدراج الرياح، فمن هذه الأخطاء التي تنغص الحياة الزوجية نشر أسرار البيت.

كلا الزوجين مطالب بكتمان أسرار شريكه وبيته، وهذا أدب عام حث عليه الإسلام ورغب فيه سواء كانت خاصة بالعلاقات الزوجية أو بمشكلات البيت، فخروج المشكلة خارج البيت يعني استقرارها، واشتعال نارها، خصوصا إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين، حيث لا يكون الحكم عادلا، لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.

إفشاء الأسرار الخاصة يهز الثقة ويولد الشك ويدمر العلاقة الزوجية. ويمكن تعريف الأسرار الأسرية بأنها: “جميع الأحداث والأحوال وما يصاحبها من أقوال وأفعال داخل الأسرة التي لا يرغب أحد أفراد الأسرة أن يعرفها غير أسرته”. فقد وُصف من يفشي أسراره بأنه ضيق الصدر قليل الصبر

من أسباب إفشاء الأسرار الزوجية:
عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته، مما يدفعه إلى إفشائه إما بحثا عن علاج أو تخفيفا من ألم الكتمان.

قلة العقل والدين، فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث عن أي حديث يجلب له الضر ولاسرته.

كثرة الاختلاط بالآخرين، فعندما تجلس الزوجة أو الزوجان مع -آخرين فترات طويلة فيتحدث كل عن حياته وأسرته

الزوج  عندما يبوح بسر لزوجته فإنه يعتبرها أقرب الأقرباء إليه، ونظرا لخطورة ما يترتب على إفشاء السر على استقرار الحياة الزوجية، وبخاصة فيما يتعلق بالزوجين فقد حذر الإسلام الزوج والزوجة سواء بسواء من معصية الوقوع في هذه الرذيلة التي قد تطيح باستقرار الاسرة وامنها.

توعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من يفشي أسرار الزوجية الخاصة بوعيد شديد بقوله -صلى الله عليه وسلم-:  إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها : قال تعالى:  وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعضٍ  سورة النساء
دخول الأطراف الخارجية في الخلافات الزوجية يؤدي إلى مزيد من الجفاء في الغالب، ويُصبح الحل بالمراسلة بين اثنين هما أقرب الناس لبعضهما، فلا يلجأ إليه إلا عند تعذر الإصلاح المباشر المشترك، وعند ذلك نفعل كما أمر الله: ﴿ فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا  سورة النساء

كما ان نشر الزوجه ما يحزنها من الزوج واسرار الاسرة علي وسائل التواصل الاجتماعي بالفضفضة إلى صديقاتها ونشر أسرار بيتها غالبًا ما يصنع من القلق أكثر مما يجلب من الراحة صحيح أن الراحة قد تكون آنية وعاجلة لكن القلق حتمًا سيظهر بعد أن تنتشر هذه الأسرار وتجني الزوجة الندم والخسران فلا أحد من الرجال يستريح لإفشاء أسرار وقد تكون سبب لابتزاز البعض لها.
الزواج موده ورحمه،وسكن كما يامرنا ديننا فلا تفتحوا. باب القيل والقال لبيوتكم
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً.

الزواج ليس معركة حربية ذات طرفين متعاديين وعلى أحدهما أن ينتصر ويقهر الآخر أو يتمكن من إرضاخه وربما ابتزازه والتمكن منه فذلك هو بداية النهاية لهذا الزواج وان استمر فيتحوا الي زواج صامت اقرب الي مداخل الجفاء والاهمال في حق كلا منهما للاخر .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى