728x90
728x90
previous arrow
next arrow
منوعات

ع الماشي.. الحجاب الموضة ضياع المضمون وفقدان الغاية

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

بقلم : طارق فتحي السعدني

لا يخفى على أحد أن نسبة المطالبة داخل مجتمعنا بارتداء الحجاب بين الفتيات زادت في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة خاصة بعد فتح مواصل التواصل نافذة علي الغرب،
لكن للأسف نري من أغلب مما يرتدون الحجاب في حد ذاته كغطاء للرأس و أصبح يأخذ عدةَ أوضاع مختلفة الشكل والحجم والمسمى حتى أصبحت معظم المحجبات يرتدينه على اعتبار أنه «موضةٌ» تتغير بين الحين والآخر كلما تغيرت خطوط الموضة وبدأنا يوما بعد يوم الربطات المختلفة للحجاب فنري مرة ربطة تظهر الأذن وأخرى تظهر الرقبة , ناهيك عن شكل الملابس التي يتم ارتداؤها أسفل الحجاب ذاته بصورة تخل بالحجاب نفسه كما فُرض وشرع!!
لقد تم اختزاله في عملية تغطية بأي شكل وبأي لون تغطية مرتبطة بخطوط الموضة التي تنافي الوقار وتلفت الأنظار تغطية لا تحقق المعني الشرعي ولا العرفي للستر تغطية جمعت بين الضدين وشملت المتناقضين، فلا سترت جسدا ولا أرضت ربا.
حيرة وتشتت حجاب يحتاج لحجاب تحررت فيه المرأة المحجبة من أصالة معتقداتها الدينية دون أن تتخلى عن دينها بزعمها حيث أظهرت مفاتنها دون أن تنزع غطاء رأسها و الأغرب من ذلك نري أن كثيرا مت المسلمات الرغبات في الشهرة والوصول إلى عالم الجمال والموضة بدون ضابط ولا رابط , وباتت العباءة الإسلامية قادرة على مواكبة الموضة، غربية كانت أم شرقية حتى أنها فقدت من صرامتها ما يكفي لجعلها عباءة “مودرن”
فلو نظرا للأمر بعقلانية سنجد أن هناك أسباب كثيرة وراء ظاهرة «حجاب الموضة» منها ما هو اجتماعي ونفسي وإعلامي و مزيج من الدوافع أهمها ضعف الوازع الديني والأمية الدينية بحقيقة وأهداف الحجاب الشرعية والاجتماعية ، ووصلت الأمية الدينية عند البعض لدرجة اعتباره نوعا من القيد الذي يفرضه المجتمع والعادات والتقاليد وهو الأمر الذي دفع أغلب الفتايات الدخول في صراع نفسي في كيفية التوفيق بين الحجاب ومسايرة رياح التغيير بارتداء كل ما هو جديد وجذاب.

فبعض النساء ينظرن إلى الحجاب على أنه عادة أو واجب أسري فرض عليهن فرضا وبالتالي يحاولن التحايل فمنهن من تضعه أمام عائلتها وفي الخارج تخلعه ومنهن من تضعه ولكن لا تلتزم بشروطه الشرعية وربما أهلها مع الأسف يرضيهم هذا الحل الوسط ويعتقدون أنه مادامت بنتهم تضعه على رأسها بالشكل الذي يرضيها فقد التزمت بالحجاب ,
أضفة إلى ذلك ظاهرة مذيعات حجاب الموضة اللاتي يظهرن لنا بين الحين والأخر على شاشات بعض الفضائيات ويقدمن الدعم النفسي والعملي لهذا النوع من الحجاب الذي فرض نفسه على أرض الواقع الإعلامي فباتت ظاهرة مألوفة بل ومبررة في بعض الأحيان لدى البعض الذين يرون هذا الحجاب أحسن حالا من التبرج السافر لدى المذيعات الأخريات.
الحق كل لا يتجزأ وحجاب المرأة معناه أن تستر المرأة بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، كما قال تعالى(ولَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ )سورة النورالأية31,
فقد أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيره لقول المصطفي صلى الله عليه وسلم (كاسيات عاريات) بأن تكتسي ما لا يسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية مثل من تكتسي بالثوب الرقيق يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها، وإنما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا ومن هنا يظهر الضابط في نهيه صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء وعن تشبه النساء بالرجال، وأن الأصل في ذلك ليس هو راجعا إلى مجرد ما يختاره الرجال والنساء ويشتهونه ويعتادونه ,
ونحن إذا نظرنا لمجموع الأدلة الشرعية التي استخلصها العلماء بثمانية شروط للحجاب الشرعي وهي
– ستر بدن المرأة مع خلاف بين العلماء في كشف الوجه واليدين وأن لا يكون الحجاب زينة في نفسه ولايكون صفيقاً (ثخيناً) لا يشف ما تحته و يكون فضفاضاً أي يكون واسعاً غير ضيق يصف ملامح الجسم ولا يكون مبخراً ولا مطيباً
لا يشبه ملابس الرجال ولا يقصد بارتدائه الشهرة بين الناس فالحجاب شعار العفة
هذه الكلمات التي أشارت بها في مقالي إنما هي تذكرةٌ عما غفلتِ عنه بعض الفتيات وبيانٌ لصورة الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة الذي يرضى عنه الله ورسوله

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى