
أثار غياب الفنان الكبير محيي إسماعيل عن عادته اليومية قلق جيرانه، بعدما لم يظهر طوال اليوم. حاول الجيران الاطمئنان عليه عبر قرع جرس الباب عدة مرات دون استجابة، ثم الاتصال به هاتفياً، إلا أنه لم يرد، ما زاد من مخاوفهم.
على الفور، تم استدعاء أشقائه وبواب العمارة، وبحضور أحد أشقائه تمكنوا من فتح باب الشقة، ليجدوا الفنان محيي إسماعيل في حالة إعياء شديدة وغير قادر على الحركة. حاولوا إسعافه دون جدوى، فتم استدعاء سيارة الإسعاف التي نقلته إلى المستشفى، حيث تبيّن بعد الفحوصات إصابته بجلطة شديدة في المخ استدعت دخوله العناية المركزة، وهو حالياً تحت الإشراف الطبي، وممنوع عنه الزيارة.


—
لقاءات صحفية مع الفنان محيي إسماعيل
قابلت الفنان محيي إسماعيل عدة مرات عبر مسيرتي الصحفية؛ كانت المرة الأولى عام 1979 في عز شبابي، أثناء إعداد تحقيق صحفي لإحدى الصحف الفنية السعودية، وكان اللقاء في مسرح محمد نجم بحي الدقي. ثم تكررت اللقاءات في مهرجانات القاهرة والإسكندرية السينمائية الدولية، كما أجريت معه حواراً صحفياً أخيراً عام 2021 لصالح جريدة تحيا مصر حرة.


—
طفولته وبداياته الفنية
وُلد محيي الدين محمد إسماعيل بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، في 8 نوفمبر 1940. كان والده من كبار رجال التربية والتعليم، وله خمسة أشقاء، من بينهم الكاتب المسرحي بهيج إسماعيل، إضافة إلى ثلاث شقيقات.
عشق الفن منذ طفولته، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الآداب – قسم الفلسفة، وشارك في التمثيل على مسرح كلية الآداب. وبعد نيله ليسانس الآداب، التحق بـ المعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ رحلة فنية حافلة.


—
المسرح القومي وبدايات التألق
انضم في بداياته إلى المسرح القومي، وشارك في عدد من العروض المهمة، من أبرزها:
الليلة السوداء
سليمان الحلبي
دائرة الطباشير القوقازية
—


اكتشافه سينمائياً
اكتشفه المخرج الكبير كمال الشيخ، وأسند إليه دور الرسام في فيلم «بئر الحرمان» عام 1969، وهو أول أدواره السينمائية، وشارك في بطولته: سعاد حسني – محمود المليجي – نور الشريف – مريم فخر الدين – صلاح نظمي، عن قصة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.
حقق الفيلم نجاحاً كبيراً، ولفت أداء محيي إسماعيل الأنظار، لتنهال عليه العروض السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، حتى تجاوز رصيده الفني 150 عملاً متنوعاً.
—
رائد السيكودراما
برع محيي إسماعيل في تجسيد الأدوار النفسية المركبة، وقدم أكثر من 17 شخصية معقدة ببراعة شديدة، ما دفع النقاد لإطلاق لقب «رائد السيكودراما» عليه.
—
أشهر أعماله السينمائية
بئر الحرمان – خلي بالك من زوزو – الإخوة الأعداء – الأوغاد – صعيدي في الجيش – إعدام طالب ثانوي – الرصاصة لا تزال في جيبي – الجريح – الأقمر – وراء الشمس – المخبر الخاص – الهاربات – دموع الشيطان – الغجر – شهد الملكة – العذراء والعقرب – حد سامع حاجة – حلاوة الروح – ريال فضة – مولد يا دنيا – الكنز (الحقيقة والخيال)
(وأفلام سينمائية أخرى)
—
أشهر أدواره التليفزيونية
الأبطال – القاهرة في ألف عام – اليتيم والحب – الحب المستحيل – لا تطفئ الشمس – أهل الكهف – بستان الشوك – وحش البراري – نسر الشرق – الكنز – الأرملة العذراء – محمد رسول الله
(ومسلسلات تليفزيونية أخرى)
—
أعماله الإذاعية
الحب المستحيل – قناة السويس – أبو عرام – الأرملة العذراء
(وأعمال إذاعية أخرى)
—
أعماله المسرحية
المغناطيس – المخبول
(ومسرحيات أخرى)
—
ملامح من شخصيته في البرامج التليفزيونية
في لقاء مع الإعلامية إسعاد يونس ببرنامج «صاحبة السعادة»، تحدث محيي إسماعيل عن حبه الشديد للطعام والطبخ، واعتباره الأكل من أهم هواياته، إضافة إلى عشقه للنوم وممارسة رياضة اليوجا. وأشار إلى حرصه على تناول فص ثوم يومياً على الريق لما يمنحه – حسب قوله – من مناعة وحيوية.
وفي برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، تحدث عن زيجاته المتعددة؛ الأولى من سيدة ألمانية أثناء سفره للخارج، والثانية من مصرية أحبها بشدة واستمرت علاقتهما نحو عشر سنوات حتى وفاتها، ما أدخله في حالة اكتئاب طويلة. أما زواجه الأخير فكان عرفياً على الورق فقط.
—
شقته هدية من الرئيس السادات
كشف محيي إسماعيل أنه حصل على الشقة التي يسكن بها حالياً كهدية من الرئيس محمد أنور السادات، عقب تكريمه بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الإخوة الأعداء»، بعدما أخبر الرئيس بأنه لا يمتلك شقة تمليك.
—
تصريحات مثيرة للجدل
في برنامج «الجريئة» مع المخرجة إيناس الدغيدي، تحدث عن دعوة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي له لتجسيد شخصيته في فيلم سينمائي، إلا أن المشروع لم يخرج للنور بسبب تخوف المخرجين من تبعاته السياسية.
كما أثارت تصريحاته عن نفسه – واعتباره من أعظم ممثلي مصر والعالم العربي – جدلاً واسعاً، ودخل في نقاش حاد مع المخرجة إيناس الدغيدي، انتهى باعتذاره لها.
—
جوائز وتكريمات
جائزة أفضل ممثل من مهرجان طشقند السينمائي الدولي عام 1971 عن فيلم «الإخوة الأعداء».
تكريم من الرئيس محمد أنور السادات عن الفيلم نفسه.
جائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عن فيلمي «إعدام طالب ثانوي» و«الأقمر».
جائزة من الهيئة المصرية العامة للكتاب عن روايته «المخبول»، التي تحولت إلى عرض مسرحي.
—
المراجع: اليوم السابع
مع تحياتى : حسني طلبة









