
اندلع حريق هائل، اليوم، داخل استوديو مصر، أسفر عن خسائر مادية تُقدَّر بالملايين، وذلك أثناء الاستعداد لتصوير مشاهد من مسلسل «الكينج» المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل.


وبحسب روايات شهود عيان من العاملين، وقع الحادث في نحو الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، بينما كان فريق العمل في انتظار وصول الفنانين إلى لوكيشن التصوير. وفجأة دوّت صرخة من داخل الموقع، هرع على إثرها أفراد الأمن والعاملون، ليكتشفوا إصابة أحد العمال بصعق كهربائي نتيجة حدوث ماس كهربائي، سرعان ما أعقبه اشتعال النيران وانتشارها بصورة سريعة.


ونظرًا لقلة عدد المتواجدين في المكان، قام بعض العاملين بنقل المصاب إلى المستشفى لإسعافه، بينما حاول آخرون السيطرة على ألسنة اللهب، إلا أن سرعة انتشار الحريق فاقت قدراتهم. وأكد أحد العاملين أنه كاد يتعرض للاختناق لولا مساعدة زملائه في الخروج من موقع الحريق.


وأوضح العاملون أن بداية الحريق كانت من الديكور الخاص بمنزل الفنان محمد إمام ضمن أحداث المسلسل، وهو ما يُعرف داخل اللوكيشن بـ«الشقة». وبما أن الديكور مصمم على هيئة حارة شعبية، وكانت أغلب مكوناته من الأخشاب ومتقاربة للغاية، فقد ساعد ذلك على امتداد النيران والتهمها للديكورات بالكامل في وقت قياسي.
وامتدت ألسنة اللهب، وفق الشهود، إلى بعض المباني الخرسانية داخل نطاق التصوير، بل وصلت إلى مبنى آخر بعيد نسبيًا عن موقع اللوكيشن. وكشف العاملون عن مفاجأة خطيرة، تمثلت في تعطل طفايات الحريق الموجودة بالاستوديو، ما حال دون السيطرة المبكرة على النيران.
وأضافوا أنهم تنبهوا أثناء الحريق إلى وجود أربع أسطوانات بوتاجاز داخل موقع التصوير، ونجحوا في انتشالها في اللحظات الأخيرة، لتفادي كارثة محققة كان من الممكن أن تمتد إلى العقارات المجاورة، التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الاستوديو.
وبعد نحو ربع ساعة، وصلت قوات الحماية المدنية بالجيزة، بقيادة اللواء محمد العدلي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، حيث بذلت جهودًا مكثفة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات ونصف، مستخدمة أكثر من 10 سيارات إطفاء وخزانات مياه، بالإضافة إلى سيارات تابعة لمحافظة الجيزة، حتى تمكنت من السيطرة الكاملة على الحريق.
كما انتقلت القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بقيادة اللواء محمد مجدي أبو شميلة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، لمتابعة عمليات الإطفاء، فيما باشر رجال المباحث، بقيادة اللواء علاء فتحي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الاستماع إلى أقوال العاملين وتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط الاستوديو للوقوف على أسباب اندلاع الحريق.
وقدرت الخسائر الأولية بملايين الجنيهات، بعد أن التهمت النيران معدات التصوير، والديكورات الخشبية، وملابس العمل، إلى جانب محتويات عدد من المباني الخرسانية داخل موقع التصوير، فضلًا عن امتدادها إلى مبنى آخر خارج اللوكيشن.
وبدت الصدمة واضحة على وجوه طاقم العمل، الذين عادوا إلى مكان كان ينبض بالحياة قبل ساعات، ليجدوه قد تحول إلى أطلال، وسط حالة من الذهول وعدم استيعاب ما حدث، خاصة بعد توقف المشروع الدرامي الذي كانوا يعلّقون عليه آمالًا كبيرة للعرض في موسم رمضان المقبل، إلى أجل غير مسمى.
وانتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الحريق لمعاينته، وقررت انتداب المعمل الجنائي لتحديد أسباب الحادث وملابساته.
المصدر: بوابة الأهرام









