متحف مجلس الإعلام في نورثويسترن في قطر يختتم معرضه العاشر “ميميميم” الذي يستكشف قوة الميمز في العالم المعاصر.

كتبت/ منى عيد
الدوحة، قطر
يحتفي متحف مجلس الإعلام في جامعة نورثويسترن في قطر بنجاح معرضه العاشر “ميميميم” بعد ثلاثة أشهر من التفاعل الحي، داعياً آلاف الزوار لاستكشاف الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية للـ “ميمز” على الإنترنت. وافتُتح المعرض في الأول من سبتمبر 2025، ليمثل محطة بارزة في الذكرى الخامسة لتأسيس المتحف، ويؤكد دوره بصفته مركزاً رائداً للنقاشات النقدية حول تقاطع الإعلام والتكنولوجيا والثقافة.
شهد معرض “ميميميم” خلال فترة عرضه إقبالاً واسعاً ومتنوعاً من الطلاب والباحثين والفنانين والمتخصصين في الإعلام. وتفاعل الزوار مع أعمال فنية شملت تركيبات رقمية وبيئات تفاعلية متكاملة، تكشف عن قدرة المحتوى الاتصالي عبر الإنترنت على تحقيق انتشار واسع، وعن أثره في تشكيل الهوية الجماعية.
المعرض، الذي أعده كل من جاك توماس تايلور، قيّم الفن والإعلام والتكنولوجيا في المتحف، والقيّمة الفنية أمال زياد علي، تناول الميمز باعتبارها مؤشراً ثقافياً قوياً عبر أربع زوايا مفاهيمية: الثقل، الطول، الوقت والكم، ما أتاح للجمهور فرصة التأمل في كيفية انتشار الميمز وإعادة تشكيلها لواقعنا الرقمي.
من جانبه، قال مروان الكريدي، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي:
“مع كل زيارة لمتحف مجلس الإعلام يتبدى لي حجم إسهامه في خدمة رسالتنا الأكاديمية؛ إذ نجح معرض “ميميميم” في تحويل جانب مألوف من الحياة الرقمية إلى محفز لأسئلة حقيقية، دافعاً الزوار إلى التأمل والتحليل ورؤية الثقافة من زاوية مختلفة. ومثل هذا التفاعل هو جوهر التميز الأكاديمي في نورثويسترن قطر، ويظل المتحف فضاء ملهماً يفتح أبواباً للمشاركة المجتمعية والحوار.”
يجمع المعرض باقة من الأعمال الفنية الديناميكية، من أبرزها عمل “رومبا كات” للفنانين إيفا وفرانكو ماتيس، وهو مجسم يعرض قطاً جالساً فوق مكنسة روبوتية تعمل ذاتياً وتتجول بحرية في أرجاء القاعة، مما يضفي إحساساً غير متوقع بالحركة والمرح. كما يضم المعرض هيكل الميمز للفنان سيو هيو، إضافة إلى عمل “الشاشة المنحنية” لأورخان محمدوف.
وقد واصلت السينوغرافيا، المُصممة عبر استوديو شبرد، جذب الزوار من خلال مساحة تستحضر حركة الدوران اللامتناهية التي تعكس التدفق المستمر للمحتوى الرقمي. ومن الأعمال المفضلة لدى الجمهور كانت التركيبات التفاعلية مثل الكشك الذكي للصور بالذكاء الاصطناعي للفنان أندريه ريفسغارد، و”مغسلة السرديات”لعدنان آغا، الملهمان لتأمل نقدي ممتع لآليات صناعة الميمز وأنماط السلوك على الإنترنت، مستعرضاً أعمال فنانين مخضرمين وصاعدين مقيمين في قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية وغيرها، ليقدم هشاشة المعنى في العصر الرقمي.
وقدم المعرض سبعة أعمال جديدة بتكليف خاص لفنانين هم: آليا ليوناردي، آن هوريل، جِم أ., إيمان مكي، ماورو سي. مارتينيز، أورخان محمدوف، وسيو هيو-جونغ، إذ تناولت أعمالهم موضوعات الذاكرة الرقمية، والهوية، والمشاعر الجمعية في عصر الاتصال. ومع اختتام هذا المعرض البارز، قال ألفريدو كراميروتي ، مدير المتحف:
“من خلال معرض «ميميميم»، تناولنا موضوعاً يبدو للوهلة الأولى خفيفاً، وحولناه إلى فرصة للتأمل الثقافي العميق. وقد أثبت المعرض أن الميمز هي بالفعل أدوات ثقافية مؤثرة تربط بين الأجيال وتتحدى المألوف.”
مع عرض 23 عملاً فنياً لـ 12 فناناً من 11 دولة، أصبح معرض “ميميميم” نقطة تجمع الأصوات الإبداعية من مختلف أنحاء العالم. وقد جمع المعرض بين أعمال جديدة بتكليف خاص وأعمال قائمة، محتفياً بتنوع المقاربات الفنية تجاه الفكاهة والهوية والتواصل في عصر الاتصال.
ومع انتهاء الفعالية، يرسخ مجلس الإعلام مكانته بصفته جهة رائدة إقليمياً في استكشاف تقاطعات الإعلام والثقافة والتكنولوجيا. وسيواصل برنامج المتحف لعام 2026 توسيع هذا الحوار، مبتكراً طرقاً جديدة لتجربة القصص التي تشكل الحياة المعاصرة وتحليلها.
وباعتباره أول متحف جامعي مخصص لاستكشاف الصحافة والاتصال والإعلام في العالم العربي، يواصل متحف مجلس الإعلام تقديم تجارب تفاعلية تتحدى السرديات التقليدية.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: mediamajlis.northwestern.edu










لا توجد تعليقات بعد.