
كتب/ أحمد الله جمال
في عصرنا الحديث، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فهي ترافقنا في العمل، والدراسة، والترفيه، والتواصل مع الآخرين. ومهما كان نوع هذه الأجهزة، سواء الهواتف الذكية، أو أجهزة الحاسوب، أو التلفاز، فإن لها تأثيرًا بالغًا في حياتنا؛ لذا وجب علينا التأمل في مميزاتها وعيوبها، ومعرفة السُّبُل التي تجعلنا ننتفع بها دون الوقوع في أضرارها.
مميزات الأجهزة الإلكترونية
تُعَدُّ الأجهزة الإلكترونية وسيلة فعَّالة لتسهيل حياة الإنسان. فهي تُعين الفرد على إنجاز مهامه بسرعة ودقة، وتُتيح له الوصول إلى المعلومات والمعرفة في أي وقت شاء. ومن أبرز مميزاتها:
تسهيل التواصل: فقد أصبح بإمكان الإنسان التواصل مع أقاربه وأصدقائه في أي مكان في العالم، من خلال المكالمات والرسائل والتطبيقات المختلفة.
تنمية المهارات: تتيح الأجهزة الإلكترونية تعلُّم لغات جديدة، وممارسة مهارات متعددة كالرسم، والبرمجة، والتصميم.
توفير الوقت والجهد: ساعدت هذه الأجهزة في تقليل الوقت اللازم لإتمام الأعمال، سواء في المجالات العلمية أو العملية.
عيوب الأجهزة الإلكترونية
رغم هذه المميزات العظيمة، فإن الاستخدام المفرط أو الخاطئ للأجهزة الإلكترونية قد يؤدي إلى العديد من الأضرار، ومنها:
الإدمان والعزلة الاجتماعية: قد ينغمس الفرد في استخدام هذه الأجهزة ساعات طويلة، فينعزل عن أسرته ومجتمعه.
الأضرار الصحية: يؤدي الإفراط في استخدامها إلى مشاكل في البصر، والعمود الفقري، واضطرابات النوم.
التأثير السلبي على القيم: قد تساهم بعض المحتويات المعروضة عبر الأجهزة في نشر الأفكار السلبية، أو الإضرار بالأخلاق.
أثر الأجهزة الإلكترونية على المجتمع
تنعكس هذه الأجهزة على المجتمع بشكل عام؛ فهي تسهم في تقدُّمه من جهة، عبر نشر الثقافة والمعرفة، لكنها في الوقت ذاته قد تؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية، وانتشار بعض الظواهر السلبية، مثل التنمُّر الإلكتروني، وضعف الروابط الأسرية.
ما الذي ينبغي تجنُّبه؟
حتى نحيا حياة أفضل مع وجود هذه الأجهزة، يجب علينا:
الاعتدال في استخدامها، فلا إفراط ولا تفريط.
الحرص على المحتوى المفيد، وتجنُّب كل ما يُفسد العقل والقلب.
تخصيص وقت للعبادة والجلوس مع الأهل، وعدم الانشغال الدائم بالأجهزة.
اتباع تعاليم ديننا الحنيف في استخدام هذه النعم، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم:
> ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: 31).
فالاعتدال وعدم الإسراف في استخدام هذه النعمة هو ما أمر به الإسلام، حتى لا تكون سببًا في شقائنا.
وفي الختام، نستطيع القول إن الأجهزة الإلكترونية سلاح ذو حدين؛ فمن أحسن استخدامها عاش حياة ميسَّرة، وارتقى بفكره وعمله، ومن أساء استعمالها جلب لنفسه ولمن حوله المتاعب. فلنحرص جميعًا على توظيف هذه النعمة فيما يُرضي الله، ويُصلح حالنا، وينفع مجتمعنا.