تغطية تحليلية شاملة لزيارة الرئيس السيسى للشيخ مشعل الأحمد فى الكويت.

بقلم / د.ماجدة مجاور محمد
مقدمة
بكل فخر واعتزاز ووطنية، أشرف بنقل التحليل والتغطية الإخبارية الشاملة لزيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة الكويت الشقيق، وأصف الاستقبال المهيب الذى استقبلت به الكويت زعيما للأمة العربية برئاسة سمو الشيخ (مشعل الأحمد الجابر الصباح)، ولم لا، وهذا رئيسنا لأكبر وأقوى دولة عربية يزور بلد عربى تربطهما علاقات وثيقة منذ الأزل، فقد عاونت مصر من قبل وتزعمت فى مجالات عدة، سواء نشأة الكويت الأولى، وإرساء أصول التعليم هناك، والمعمار، والبناء، والعمالة المدربة فى شتى مناحيها، والطب، والهندسة، ونذكر الأهم من هذا وذاك مساعدة تحرير دولة الكويت وإستعادة أرضها كما تابعنا منذ تسعينات القرن الماضى.
ومما دفعنى للكتابة عن هذا الاستقبال، هو أصول وثيقة تربطنى بهذا البلد العظيم، فقد ولدت على أرض الكويت، وهى مسقط رأسى الحقيقى وبلدى الثانى، حيث تربيت فى أسرتى التى كانت تعمل هناك لأب وأم مصريين، خدما هذه الدولة منذ الخمسينات سابقا رحمة الله عليهما، وحقيقة كانت والدتى أول ضمن أول بعثة مصرية تسافر للكويت عام 1953 م، وكانت البعثة تضم 19 مدرسة مصرية، بعثتهم مصر فى زيارة عمل كمدرسات متخصصات قديرات فى مجال التعليم، لنشر أصول العلم وإيصال التعاليم المدرسية الحديثة فى هذه الدولة الناشئة، فأخلصت وأخلص كل من معها فى استعمال كل طرق الدريس بكافة أنواعه، واستعمال وسائل الإيضاح، والمجسمات والبوسترات المعلقة، ووضع أصول الكونترول الورقى، ونشر العلم والثقافة لهؤلاء باسم مصر، حتى دونت الدولة ووثقت وقتها هذه النهضة المصرية فى كتاب أحتفظ به فى منزلى حتى اليوم فى مكتبتى الخاصة واسمه (الكويت الحديثة)، وكان ذلك فى عهد سمو (الشيخ عبد الله السالم الصباح) رحمه الله عليه،والكتاب من تأليف الأستاذ (محمود قلعة حجى)، وأفخر بما وصلت به الوالدة رحمة الله عليها وكل من معها من البعثة من نجاح مشرف فى فتح أعظم مدارس فى دولة الكويت.
هذا غير والدى الذى سافر بعد بعثته الدينية من السودان بعد إتمام مهمته هناك فى نشر العلوم الدينية بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر، فالتحق بعدها بدولة الكويت ليتزوج الوالدة ويساهم معها فى مهمتهما المقدسة، كرسولى علم وثقافة ودين سليم فى هذه الدولة الناشئة. كانت نتيجة هذه الزيجة إنجاب أولادهم الخمسة وقد حرص الوالدين على تربيتهم وتعليمهم ونجحا فى هذه المهمة حتى صار جميع الأبناء من قيادات الدولة المصرية بمراكزهم المشرفة وباتوا أعلاما فيها، ولا تفوتنى الفرصة هنا أن أتشرف بأن اثنين من إخوتى الضابط والطبيب اشتركا فى حرب تحرير الكويت إبان الاعتداء الغاشم عليها سابقا.
لذا هزنى الشوق والحنين الماضى والذكريات التى قضيتها فى هذا البلد للكتابة عن استقبال الرئيس السيسى، بعدما تابعت استقباله فى هذا البلد الحبيب والذى تربطنى به ذكريات النصف الأول من عمرى.
أساب الزيارة
كانت الكويت ثانى دولة عربية يزورها الرئيس المصرى فى جولته الهامة لمنطقة الخليج بعد زيارته للدوحة التى التقى فيها بأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى.
ففى مثل هذا الوقت الملتهب من الأحداث السياسية الجارية والوقوف على أزمة تهجير أهل غزة من أراضيهم واحتمال تدخل الدول العظمى ونشوب حرب عالمية ثالثة، تفتق ذهن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى لم الشمل العربى بحكمة واقتدار، فحرص على الذهاب بنفسه لمناقشة مثل تلك الأمور المصيرية مع الشعوب العربية، أو استدعائهم إلى أراضيه.
وكما تحدثنا سابقا عن زيارة الرئيس ماكرون لمصر، وكيف كان الاستقبال رائعا، فقد علمنا الدنيا من هى مصر، فحرص العالم على استقبالنا فى أبهى الصور، واليوم دعونى أتحدث عن أسباب زيارة الرئيس السيسى للأمير مشعل الأحمد فى دولة الكويت والتى أوجزها كالآتى فى نقاط:-
■ الزيارة تأتي في توقيت دقيق جداً سواء لناحية تطوير العلاقات الثنائية بين القاهرة والكويت أو من جهة واقع الظروف الإقليمية والدولية التي تتطلب الوحدة والتكاتف العربي.
■ زيارة السيسي لدولة الكويت تشهد إجراء مباحثات مع أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حول مختلف الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
■ الدعوة لمتانة العلاقات الثنائية وتدعم التنمية المستدامة لصالح الشعبين الشقيقين.
■ إظهار أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويُسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم تطلعات الشعبين الشقيقين.
■ أن الزيارة هدفها مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير الفرص الاستثمارية والتجارية بين مصر والكويت، كما ستبحث القضايا الإقليمية الراهنة على رأسها القضية الفلسطينية، وإيجاد الحل السلمي والعادل لها، ووقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة عاجلة.
■ مناقشة كل التطورات في سوريا ولبنان والسودان وليبيا واليمن، ودعم مسيرة العمل العربي الموحد.
■ هذه هى الزيارة الخامسة للرئيس السيسى لدولة الكويت، وتعد علاقة أخوية استراتيجية لتشارك البلدين في وحدة المصير، من حسن حظ الدولتين وشعبيهما تمتعهما بقيادتيهما الحكيمة اللتين تدركان أهمية الالتقاء والتشاور لبحث كل القضايا الإقليمية والدولية.
الاستقبال ونقل الحدث
● سافر فخامة الرئيس السيسى إلى دولة الكويت، على متن طائرة مصرية متجها إلى دولة الكويت، واستقبلت الكويت رئيسنا بالمقاتلات الحربية في ثاني محطات جولته الخليجية. وحطت طائرته بسلام فى المطار الأميرى فى الساعة الخامسة مساء، وسط تجهيزات عالية المستوى من الترحيب وحسن الضيافة وهشاشة اللقاء،وكان فى استقبال فخامته سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والشيخ صباح خالد محمد الصباح، ولي عهد الكويت، والشيخ فهد يوسف الصباح رئيس مجلس الوزراء، وحملته السيارة الأميرية ماركة الرولز رويس إلى مقر الاستقبال بقصر بيان وسط بهجة وترحاب منقطع النظير.
● اصطف أطفال الكشافة الكويتية عند خروج الرئيس من المطار الأميري حاملين أعلام الدولتين الشقيقتين، ومغردين بأغنية خصصت لهذا الموقف العظيم، وأتذكر أنه فى يوم من الأيام التى عشتها هناك وحيث كنت طفلة فى مدرسة حفصة للبنات اختارونى لأشارك فى استقبال الرئيس الراحل أنور السادات بالأعلام وإطلاق الأناشيد الوطنية ومن بينها نشيدا كنت ألفته مطلعه: (أهلا أهلا يا سادات، أهلا أهلا حلت البركات).
● أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بالرئيس، كما رافقت فرقة الخيالة الكويتية سيارة الرئيس السيسى إلى داخل القصر، كما أدت الفرق الموسيقية العديد من الرقصات التراثية بالطبول والسيوف، التى تعكس التراث الكويتى الأصيل، ترحيبا بالرئيس السيسى.
● ومن فرحة الأمير مشعل أن شارك فريق رقصة العارضة الكويتية متمايلا معهم، وهو يقف وقفة الفخار بجوار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى مهللا معهم رافعا يده ابتهاجا.
● بعد إتمام مهمة رئيس مصر، ذكر تيلفزيون الكويت أن السيسي غادر البلاد، حيث ودعه أمير الكويت وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ورئيس الوزراء بالإنابة، الشيخ فهد اليوسف وكبار المسؤولين في الدولة.
● عودة الرئيس السيسى سالما إلى أرض مصر والحمد لله.
الاتفاقيات التى تمت وما ترتب على الزيارة
◄المباحثات التي جرت بين الرئيس السيسي و الأمير مشعل الأحمد، تناولت العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، والتأكيد على أهمية ترسيخ التعاون الثنائي بين البلدين وتوسيع أطره بما يخدم المصالح المشتركة.
◄أكدت الزيارة دعم مسيرة العمل العربي الموحد، وضرورة إيجاد الحل السلمي والعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، ووقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة عاجلة، كما شدد الجانبان على ضرورة التوصل إلى حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية.
◄كما أكدت الزيارة رفض مصر والكويت القاطع لأي شكل من أشكال التهجير للشعب الفلسطيني الشقيق، وبذل الجهد والسعي لإعادة إعمار قطاع غزة.
◄إن الجانبين المصري و الكويتي بحثا مختلف أوجه التعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والطاقة والبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والثقافة والسياحة، مشيدين بالتقدم الراهن في هذه القطاعات وما تشهده العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على نحو خاص من نمو مطرد يعكس ما يربطهما من علاقات ومصالح مشتركة.
إيجابيات زيارة الرئيس السيسى للكويت
◄أثني الجانب المصري على النهضة التي تشهدها دولة الكويت على كافة الأصعدة تحقيقاً لرؤية “الكويت 2035”.
◄ عبّر الرئيس السيسي عن بالغ الشكر للرعاية التي تتلقاها الجالية المصرية في دولة الكويت.
◄ أكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية خلال الفترة القادمة على نحو يحقق مصالحهما المشتركة، مع تكليف المسؤولين في البلدين باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.
◄أكد كل من الرئيس السيسي والشيخ مشعل في مباحثاتهما على الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار، وأكدا في بيان أن الجانبين شددا على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
◄أشاد الجانب الكويتى بالطفرة التنموية غير المسبوقة التى تشهدها مصر فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسى، وكذلك الجهود المبذولة لتحسين المنخ الاستثمارى وفقا لرؤية مصر 2030، والعمل الجاد من أجل تذليل أية عقبة أمام المستثمرين الكويتيين فى مصر.
◄نتج عن المباحثات أيضا تطورات الأوضاع فى سوريا والسودان واليمن، وأكد الجانبان على دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة فى البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة.
◄ نعتبر أن هذه الزيارة رسالة للعالم أجمع، خاصة الدول المعادية للسلام بكافة أطرافه، فهى رسالة من مصر تنص على قوة وزعامة مصر وحرصها على تأدية واجبها العربى، وأن الوحدة العربية لم ولن تتفكك مهما عصف بها الزمن وتوالت عليه الأحداث.
سلبيات زيارة الرئيس السيسى للكويت
لا أعتقد أو تعتقدون بعد كل ما شوهد وطرح من متابعة ورؤية أحداث هذه الزيارة أن تشوبها أية شائبة، بل بفضل الله وحمده كللها الله بالنجاح.
التوصيات
▐ دعونا نتذكر سويا ونستعرض ولا ننسى المحطات المضيئة بين البلدين حيث وقفت دولة الكويت بكل إمكاناتها إلى جانب مصر فى حربى 1967 و1973، كما كان لمصر موقفا مشرفا خلال أزمة الاحتلال العراقى للكويت، ولنحكى لأبنائنا هذا التاريخ حتى نزرع فى أنفسهم الوحدة العربية.
▐علينا بالاعتزاز ببلدنا الحبيب مصر وبقوته وعظمته فهى حقا أم الدنيا وستظل كذلك بإذن الله.
▐علينا بالثقة بالقيادة السياسية التى حققت وحدة الوطن العربى من جديد.
▐ نحن فى انتظار تحقيق طفرات جديدة فى التبادل التجارى بين البلدين والتوسع فى حجم الاستثمار فى مصر.
وفى الختام، أوجه الشكر إلى قائدنا العظيم فخامة الرئيس المخلص عبد الفتاح السيسى حفظه الله وراعاه وبارك خطاه، الذى لا يكل ولا يمل من بذل قصارى جهده ليس فقط من أجل بلاده ولكن من أجل إنقاذ الأمة العربية والمحافظة على وطن عربى ذو نسيج واحد وهوية واحدة.
كما أشكر سمو الأمير مشعل الأحمد وأناديه كما يسمونه (ربى يحفظك يا طويل العمر)، نشكرك على حسن استقبال رئيسنا حتى باتت الزيارة زيارة تاريخية (14 إبريل 2025م)، تتناولها كل وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والصحف ةالإذاعة والتليفزيون،
وأزيد شعب الكويت شكرا على هشاشة وبشاشة مثل هذا اللقاء الذى بات ظاهرا فى أعينكم بكل صدق وكل حب، ويدوم عزك يا كويت.
وأشكر مصر الذى ظهر بهذه القوة أما العالم أجمع ففاز بالثقة والاحترام ، حقا يا مصر أنت أم الدنيا وأصبحت أم الدنيا كما وعد رئيسك.
تحيا مصر حرة وتعيشى يا بلادى.