دنيا و دين

حول نبي الله ادريس عليه السلام

كان نبي الله إدريس-عليه السلام- من الأنبياء الأولين، فهو ثالثهم بعد آدم -عليه السلام

بقلم : حنان الجيزاوي   كان نبي الله إدريس-عليه السلام- من الأنبياء الأولين، فهو ثالثهم بعد آدم -عليه السلام-وبعد شيث ابن ادم -عليه السلام– ولد سيدنا ادريس عليه السلام  مولده ونشأته -عليه السلام-: القول الأرجح في مولده-عليه السلام- أنه بمدينة بابل بالعراق، وقد قال بعض العلماء أنه بمصر ولكنه قولٌ ضعيف، وقد استقى في بدايته من علم نبي الله شيث -عليه السلام– فأخذ منه العلم والحكمة، ولما بلغ أشدّه أتاه الله الرسالة.  ذكر ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق، عن ابن عباس قال إن سيدنا إدريس عليه السلام هو أول نبي بعث بعد موت سيدنا آدم عليه السلام، فكانت الفترة بين موت آدم وبعث إدريس هى 200 عاما، حيث أنه يعتقد أن آدم قد عاش ألف سنة إلا أربعين عاما (960 سنة)، وأن سيدنا إدريس قد وُلد وآدم مازال حيا. وحين موت آدم عليه السلام كان سيدنا إدريس قد بلغ المائة سنة من العمر.  ثم نزل إليه الوحي والنبوة بعد موت آدم بمئتي سنة أخرى، وظل في نبوته لمدة مئة وخمس سنين. وكان الناس من آدم إلى إدريس أهل ملة وعقيدة واحدة متمسكين بالإسلام وتوحيد المولى وحده جل وعلي ولما رفع إدريس أو مات كان الاختلاف من جديد.  *نسبه -عليه السلام-: نبي الله إدريس-عليه السلام- ينتهي نسبه إلى شيث -عليه السلام– بن آدم -عليه السلام-ومن ثمّ فيصل نسبه إلى أبي البشر آدم ، وقد قيل إنه إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويسمى عند العبرانيين (خنوخ) وترجمته بالعربية (أخنوخ)، وقد أدرك من عُمر آدم حيث أن آدم كان قد عاش ألف عام.  *سبب تسميته -عليه السلام-: قيل إن اسم نبي الله إدريس-عليه السلام- مشتق من الدراسة، حيث كان كثيرًا ما يدرس الصحف التي أنزلت على شيث -عليه السلام- وآدم -عليه السلام-.  *إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن نبي الله إدريس-عليه السلام-:  *روى أب نُعيم في كتاب “حلية الأولياء”  من حديث أبي ذر  «قُلْتُ : يَارَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ : “مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا ” ،قُلْتُ : يَارَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الرُّسُلُ؟ قَالَ : “ثَلاثُمِائَةٍ وَثَلاثَةُ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا» ثم قال في نهاية الحديث «يَا أَبَاذَرٍّ، أَرْبَعَةٌ سِرْيَانِيُّونَ: آدَمُ، وَشِيثٌ، وَإخَنُوخٌ، وَهُوَ إدْرِيسُ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ، وَنُوحٌ»  * وروى أحمد-رحمه الله- من حديث مالك بن صعصعة في حديث الإسراء والمعراج أن النبي قال:  «…ثم أتينا السماء الرابعة فمثل ذلك فأتيت على إدريس عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ و نبي»     قصة دعوة إدريس عليه السلام-: قيل إن نبي الله إدريس-عليه السلام- كان يعلم الناس الشريعة السمحة ودين الله الحق وهم حينئذٍ كانوا مسلمين بالفطرة فلم ينتشر الكفر والضلال بعد، ولكن بعد وفاة نبي الله إدريس -عليه السلام-آتاهم إبليس اللعين وأوعز إليهم بصنع تماثيل لخمسة من الصالحين، وكان حينها لم يكن محرمًا صنع التماثيل، فقاموا بذلك ثم مرت فترة بعدها، وكعادته في الإيقاع بالبشر من خلال خطواته اللعينة، قام إبليس بفتنتهم عن دينهم وبوسوسته لهم لكي يقوموا بعبادة هذه الأصنام الخمسة، فما كان منهم إلا أن أطاعوا أمره وساروا في طريق الضلال والشرك، وقد قصّ علينا القرآن الكريم حكايتهم فقال تعالى: {وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح/23] وهذه هي أسماء هؤلاء الصالحين الذين ماتوا وصنع لهم قومهم تماثيل.  *آدابه -عليه السلام-: اشتُهر نبي الله إدريس-عليه السلام- بين الناس بتعليمه إياهم الشريعة السمحة والآداب والمواعظ التي تؤدي بهم إلى اتباع الإخلاص في العبادة لله وحده لا شريك له، وكان يحث الناس على الزهد في الدنيا الزائلة والنظر إلى ما عند الله تعالى من الثواب في الآخرة، وكان يأمر قومه بالبعد عن المحرمات كالخمر وأمرهم ببعض بالآداب والمبادئ الفاضلة كالعدل وعدم الجور والظلم وأمرهم بالصلاة والزكاة وصيام بعض الأيام؟  *بعض مواعظه اللفظية -عليه السلام-: مما قيل عن نبي الله إدريس-عليه السلام- في موعظته للناس أنه قال: «من أراد بلوغَ العلم والعمل الصالح فليترك من يده أداة الجهل وسىء العمل»، وقال : «حياة النفس الحكمة»وقال : «لا تحلفوا بالله كاذبين»  معجزة سيدنا ادريس القلم:  سيدناإدريس عليه السلام هو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب بالخيط والإبرة وارتداها، وأول من تعلم الاستدلال بمواقع النجوم حين السير والسفر، وأول من قام بصنع الأدوات والمعدات، وأول من استخدم الدواب و الاحصنة للسفر والحروب. ويقال أنه فى زمان نبوته قد أشرف علي إنشاء مايقرب من 188 مدينة متطورة فى وقتها..  يذكر بعض أهل التفاسير وأخبارالسابقين أن سيدنا إدريس عليه السلام قد اشتهر بالحكمة، ويقال أيضا إنه كان في زمانه اثنان وسبعون لغة مختلفة لأهل الأرض يتحدث الناس بها، وقد علمه الله سبحانه وتعالى جميع تلك اللغات وفهمها له لُيوصللهم رسالة الله كلٍ بلغته.   *رفع نبي الله إدريس -عليه السلام-: قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّاوَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}[مريم/57:56]  ذكر أهل التفسير عدة أقوال عن تلك الآية فقد روي عن مجاهد أنه قال: (إدريس رُفع ولم يمت،كما رفع عيسى) وقال أيضًا أنه : (رُفع إلى السماء الرابعة) وقال البعض إلى السادسة ولكن الأرجح إلى الرابعة وأنه مات على الأرض وليس في السماء.     ايات القران التي تتكلم عن قصة ادريس عليه السلام ذكره الله جل وعلي في كتابه الكريم مرتين من دون أن يتم ذكر قصته تفصيلا أو تحديد القوم الذين أُرسل إليهم  سورة مريم  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)  (مريم)  وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85)الأنبياء  ✍️✍️

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى