اقتصادالأمن الوطنى

الإقتصاد ما بين الجيش ورجال الأعمال

الإقتصاد ما بين الجيش ورجال الأعمال
بقلم ياسر فريد فضل الله

خرجت علينا أصوات كثيرة تندد بدخول الجيش في الإقتصاد وذلك خلال السنوات الماضية يتبعها بعض الجهلاء الذين لا ينظرون إلا من خلال مصالحهم الخاصة أو من خلال معلومات خاطئة ترسبت في أذهانهم ، مما يفرض علبنا أن نتوقف قليلاً أمام أنفسنا بترو وهدوء شديدين حتى نرى الصورة الحقيقية ونفهم أسباب ما يثار بيننا حول هذا الموضوع لنفهم الأمر

أولاً : تعالوا بنا نطرح مجموعة من الأسئلة حول هذا الموضوع ونحاول أن نجيب عليها بكل شفافية وحيادية ووضوح

س١ ما الفائدة التي تعود على الشعب من دخول الجيش في الإقتصاد ؟
س٢ لماذا يتأفف رجال الأعمال من دخول الجيش في الإقتصاد ؟
س٣ ماذا يحدث لو لم يتدخل الجيش في الإقتصاد ويترك الأمر كله في يد رجال الأعمال ؟
س٤ هل الجيش المصري هو الجيش الوحيد الذي يتدخل في الإقتصاد والمشروعات القومية ؟

الإجابة :
بداية .. يجب أن تعرف جيدا يا صديقي أن الجيش المصري بدأ في مشروعات تنموية كبيرة منها تنمية سيناء وزراعة نصف مليون فدان وحفر ست أنفاق تحت قناة السويس إضافة إلى البنية التحتية من طرق وإسكان ومدارس ومرافق وقواعد تسليح منذ ٢٠١٤ وقت أن كانت منتخبات الإرهاب ترتع في سيناء برعاية دول إقليمية ودولية ، فهل السادة رجال الأعمال كانوا يستطيعون أن يستثمروا في سيناء ؟ طبعاً لا وألف لا لأن رأس المال جبان
مثلها مثل الجنوب والغرب في ظل الفوضى العارمة التي حدثت في ليبيا والسودان بسبب ثورات الخريف العربي
ولولا دخول الجيش في الإقتصاد ما تحقق الأمن القومي في سيناء ، أو الحدود الغربية والجنوبية

لولا دخول الجيش في الإقتصاد ما تحقق الأمن الغذائي
أما بالنسبة لتأفف بعض أو جل رجال الأعمال من تدخل الجيش في الإقتصاد يرجع إلى احكام سيطرة الجيش على ثبات أسعار السلع الغذائية الأساسية والرقابة الشديدة من قبل الجيش والتي جعلت من تلاعب رجال الأعمال في الأسعار والجودة أمرا شبه مستحيل فلا يستطيعون السرقة أو التلاعب بالأمن الغذائي للمواطن
واظن كلنا أو جلنا أو بعضنا عاصر فساد رجال الأعمال سواء في السيطرة على السوء السوداء أو الغش في المون والمباني إضافة إلى نهب خيرات الشعب والاستيلاء على عشرات الآلاف من الأفدنة بغير وجه حق ، فكم من عمارة شاهدناها سقطت وكم من كوبري صغير وجدناه يقع بعد عدة سنوات قليلة ، وكم من صرف صحي ورصف طرق ومرافق غير مطابقة للمواصفات
الحقيقة يا صديقي أن الجيش الذي خرج من رحم الشعب المصري كان ومازال وسيظل هو صمام الأمان بالنسبة لك كمواطن بسيط وأيضاً بالنسبة للأمن القومي المصري ، ولولا تدخله لاستطاعت القوى المعادية أن تزرع لك رجال أعمال موالين لهم يتم من خلالهم ضرب ليس الإقتصاد المصري فقط وإنما ضرب العمق الإستراتيجي نفسه وتدميرك سياسياً لأن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة

فلا تنخدع يا صديقي بما تبثه أبواق الفاسدين منهم من كلام في ظاهره العسل وفي باطنه السم الذي يفتك بك وبالدولة المصرية لصالح القوى المعادية لك بغرض تفكيك الزراع الإقتصادي واستبداله بمجموعة من رجال الأعمال من أجل تحقيق مشروعهم الفوضوي الخلاق في منطقة الشرق الأوسط ليخدم الصهيونية العالمية وتمكينها من النيل إلى الفرات والذي يعرف باسم ” مشروع الشرق الأوسط الجديد ”

ولتعلم أيضاً يا صديقي أن معظم الدول العظمى كأمريكا والصين وحتى اسرائيل وتركيا تقوم جيوشها بالمشروعات الاقتصادية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وصناعة السيارات والزراعة وإنتاج الدواجن وغيرها
فلا تنخدع بما يقولون حتى لا تقع فريسة بين فكي رجال الأعمال ومن ورائهم ، وكن دائماً يقظا ملتفا حول قيادتك السياسية الرشيدة وجيشك العظيم لأن الجيش منك وأنت منه ولا تسمح لأي من كان أن يتلاعب بعقلك لأن ” عقلك أمن قومي ”
حفظ الله مصر قيادة وشعبا ومؤسسات
وتحيا مصر حرة شامخة….بين الامم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى