
محمد ناجي
فنان موهوب قصّت آراؤه وميوله السياسية عليه فنيًا
بناءً على توجيهات سعادة المستشار أحمد بك عارف بالكتابة عن الفنانين الموهوبين من أصحاب الأدوار الثانية والثانوية، وقع الاختيار على الفنان محمد ناجي، أحد الوجوه الفنية المثقفة التي لم تنل حظها الكامل من النجومية رغم موهبتها الكبيرة وحضورها اللافت.

فنان موهوب

طفولته وبدايته الفنية
وُلد الفنان ناجي محمد المتولي سيادة بمحافظة الدقهلية، في 15 أبريل عام 1952. منذ طفولته، كان شغوفًا بالقراءة والشعر والفن، وهي اهتمامات شكّلت وعيه الثقافي مبكرًا.
انتقل مع أسرته إلى القاهرة، وبدأ مسيرته الفنية مع مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حيث تألق في أدوار الشر المركبة، ونجح في تقديم نموذج مختلف للشر بعيدًا عن النمطية، من خلال مشاركته في عدد من الأفلام السينمائية المهمة، من بينها:
(أقوى الرجال – أبو كرتونة – 131 أشغال – أبناء وقتلة – أيام الرعب والحب – وغيرها).
ويُعد محمد ناجي من الفنانين المثقفين الذين ربطوا بين قناعاتهم السياسية وأعمالهم الفنية، فكان واضحًا في اختياراته، حاضرًا بوعيه، مؤمنًا بأن الفن موقف ورسالة. وهو عضو مؤسس لحزب التجمع الوطني التقدمي، إلى جانب كونه ممثلًا قديرًا وشاعرًا موهوبًا.
لقاء صحفي – قناة “ديوان العرب”


أجرى الإعلامي أشرف محمد قابل، مراسل قناة ديوان العرب بالقاهرة، لقاءً صحفيًا مع الفنان محمد ناجي، تضمن عددًا من المحاور المهمة، كان أبرزها:
الشِّعر فن… والفن شِعر
قال محمد ناجي:
“كلاهما الشيء نفسه، ونفس التوجه؛ الفن هو الشعر، وهو السياسة.”
سؤال:
هل عدم وصولك إلى جمهورك بالشكل الكافي دفعك إلى الشعر لتعزيز علاقتك به؟
الإجابة:
“أتمنى أن أصل إلى الجمهور بأي وسيلة. آفة هذا الوطن المسكين أننا كمثقفين لم نستطع الوصول إلى وعي الناس الحقيقي. نحن – كفنانين أو شعراء أو مطربين أو ممثلين أو سياسيين – أوجه متعددة لشيء واحد.
هذا الجيل، والأجيال السابقة واللاحقة، لم تعرف الطريق بعد إلى جمهورها الحقيقي. أريد أن أصل للناس ليقفوا معي وأنا أقول كلمتي، سواء عبر التمثيل أو الشعر أو القصة.”
“الحمد لله أننا لسنا أعضاء في أحزاب سياسية!”
ردًّا على سؤال المذيع، قال ناجي:
“هذه حرية شخصية في التعبير عن الآراء المختلفة، لكنني فخور بكوني أحد مؤسسي حزب التجمع الوطني التقدمي.”
الربط بين الفن واليسار
قال:
“اليسار الكلاسيكي – رغم عدم قناعتي بالكلاسيكية – هو نظرة مستقبلية رافضة للسلبيات الموجودة في المجتمع.”
ما يحدث من أمريكا وإسرائيل وتواطؤ الأنظمة العربية


قال محمد ناجي:
“أنا لست شاعرًا همامًا، بل شخص يكتب بالعامية، وما يحدث من أمريكا وإسرائيل، والتواطؤ بين معظم الأنظمة العربية الحاكمة، هو قمة السفالة.”
هل خسرت فنيًا بسبب آرائك السياسية؟
أجاب:
“أعترف أنني خسرت بسبب آرائي السياسية، وابتعد بعض المنتجين والمخرجين عن منحي أدوارًا فنية، ودفعت الثمن ماديًا وفنيًا.
لكن هناك من استُشهد بسبب آرائه، ومن دخل السجون والمعتقلات.”
تدخلك في العمل الفني يُغضب المخرجين؟
قال:
“أحاول دائمًا إبداء وجهة نظري للمخرج وفريق العمل، وهو ما يسبب لهم ضيقًا؛ لأنني لست الفنان الذي يطيع بلا مناقشة.
أعترف أنني مخطئ أحيانًا، وسأحاول تغيير أسلوبي، لكنني قد أتنازل عن دور فني، ولا أتنازل أبدًا عن مبادئي وأفكاري.”
مستقبل الفن المصري
قال ناجي:
“السينما أصبحت تُكتب لأشخاص بعينهم، وابتعدت عن القضايا الاجتماعية.
الإنتاج التلفزيوني قلّ، والمسرح تحوّل إلى وسيلة ربح، بعدما كان يناقش قضايا المجتمع بالضحك والتسلية.
مسارح الدولة قادرة على استعادة الجمهور إذا توفرت الإمكانيات، وعلى السينما والتلفزيون أن يقدما أعمالًا ببطولة جماعية تمس هموم الشعب.”
(أُذيعت الحلقة في 1 فبراير 2004)
أهم أعماله السينمائية
1985: شارع السد
1986: الحدق يفهم – البنديرة
1987: الملعوب – أبناء وقتلة
1988: ليلة في شهر 7
1991: أبو كرتونة
1992: جحيم امرأة – 131 أشغال
1993: أقوى الرجال
1994: قدارة – كارت أحمر
1999: الإمبراطورة
2008: كلاشنيكوف
(وأفلام أخرى)
أهم أدواره التلفزيونية
(سرد مُنقح زمنيًا كما ورد مع الحفاظ على العناوين)
من أبرزها:
كان يا مكان – ياسين وبهية – الجسر – سنبل بعد المليون – بوابة الحلواني – ليالي الحلمية (ج5) – السيرة الهلالية – الضوء الشارد – ناصر – العائد – الأدهم – بابا نور – أيام الحب والسعادة
(وغيرها من المسلسلات)
رحيل الفنان محمد ناجي
توفي الفنان محمد ناجي يوم الجمعة 4 فبراير 2011، إثر نزيف حاد في المخ، بعد فترة من العلاج الطبيعي داخل المستشفى.
وشُيِّع جثمانه إلى مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية، تاركًا إرثًا فنيًا محترمًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الفن المصري.
المراجع
لقاء تلفزيوني – ديوان العرب
الفيلموجرافيا
مع خالص التحية / حسني طلبة










لا توجد تعليقات بعد.