لقاء مع الفنان يحيى زكريا
أحد أبرز ممثلي الأدوار الثانوية والمهمَّشين في الفن المصري
بناءً على توجيهات سعادة المستشار أحمد بك عارف، بالكتابة عن الفنانين الموهوبين من أصحاب الأدوار الثانوية، وجدت في الفنان يحيى زكريا نموذجًا صادقًا يستحق تسليط الضوء عليه وتوثيق مسيرته الفنية الطويلة.
التقيتُ به عدة مرات في مهرجان القاهرة السينمائي
الفنان يحيى زكريا جارٌ قريب منى؛ فهو يسكن في بداية شارع الملك فيصل، بينما أسكن أنا في بداية شارع الهرم. تعرّفت عليه أكثر خلال مشاركتنا المتكررة في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدار الأوبرا.
وحين علم بأنني أقيم بالقرب منه، أصبح يُصرّ على توصيلي يوميًا بسيارته الـ128 بعد انتهاء عروض الأفلام. رأيت فيه إنسانًا مثقفًا، دارسًا للفن في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعضوًا بنقابة المهن التمثيلية، يتمتع بحضور هادئ وصوت رخيم، ويجيد تقديم الشخصيات البسيطة بصدق لافت.
—
طفولته وبدايته الفنية
كان لي معه هذا الحوار المبسط:
• كيف كانت طفولتك وبداياتك مع الفن؟
يقول يحيى زكريا:
“كنت أعشق القراءة منذ طفولتي، وأي مبلغ كان يصل ليدي كنت أشتري به كتبًا ومجلات فنية، وعلى رأسها مجلة (الكواكب) التي عرّفتني على تاريخ الفن والفنانين. ورغم اعتراض أسرتي على دخولي عالم الفن باعتباره لا يُطعم خبزًا، فإن شغفي به كان أقوى من أي نصيحة. مضيت في طريقي أحلم بالنجومية والأضواء.”
—
لم أحقق طموحاتي الفنية
• هل تعتقد أنك حققت طموحاتك الفنية؟
يجيب بصراحة شديدة:
“للأسف لا. بعد أكثر من 30 عامًا في المجال الفني، أقول يا ليتني استمعت لأسرتي. إخوتي الذين اتجهوا لمهن بعيدة تمامًا عن الفن حققوا استقرارًا وظيفيًا وأسريًا، بينما أنا—رغم الأعمال الكثيرة التي شاركت فيها—ما زلت أُعد من أصحاب الأدوار الثانوية، بل شبه كومبارس.”
ويضيف بأسى:
“هناك من دخلوا المجال بعدي بسنوات وموهبتهم أقل، لكنهم وجدوا الفرصة التي لم أجدها.”
—
الصداقات والسهرات طريق للنجومية؟
• ما السبب في رأيك وراء عدم وصولك إلى الشهرة التي تستحقها؟
يقول بوضوح:
“الأمر لا يتعلق بالموهبة فقط. هناك مئات من الممثلين الموهوبين مثلي، لكنهم ليسوا جزءًا من دوائر العلاقات والظهور في السهرات والحفلات. من لا يندمج اجتماعيًا يبقى في مكانه (محلك سر)، مهما كان أداؤه جيدًا. أغلب الجمهور يعرف ملامحي… لكن لا يتذكر اسمي. وهذا ينطبق على كثير من الممثلين المهمشين… نحن باختصار (ريش على مفيش).”
—
أهم أعماله الفنية
دور خالد محيي الدين في فيلم “جمال عبد الناصر”
يتوقف هنا باعتزاز واضح:
“أشكر المخرج السوري أنور القوّادري الذي منحني دور العمر في فيلم (جمال عبد الناصر)، حيث جسدت شخصية خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة.”
دوره كوزير في فيلم “طباخ الرئيس”
كما يقدم دورًا بارزًا في فيلم طباخ الرئيس، مجسدًا أحد الوزراء في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.
أعماله السينمائية
شارك في عدد كبير من الأفلام، من أبرزها:
دموع صاحبة الجلالة (1992)
فخ الجواسيس (1993)
لصوص خمس نجوم
كشف المستور (1994)
القبطان (1997)
جمال عبد الناصر (1998)
همام في أمستردام (1998)
أبناء الشيطان (2000)
فلاح في الكونجرس (2002)
عمر حرب / طباخ الرئيس (2008)
الأشرار (2009)
جدو حبيبي (2012)
… وغيرها من الأعمال السينمائية.
—
أدواره التليفزيونية
قدّم يحيى زكريا عشرات الأدوار المهمة في الدراما التلفزيونية، منها:
الإخوة زناديري – رحلة أبو الوفا – هوانم جاردن سيتي – زيزينيا – أوان الورد – الحقيقة الغائبة – مقام المالطي – الكومي – ملك روحي – العندليب – الملك فاروق – سقوط الخلافة – أبو ضحكة جنان – تفاحة آدم – دهشة – الصعلوك
… والعديد غيرها.
ويعتز كثيرًا بدورين محددين:
• “فرسان للبيع” مع العملاق عبد المنعم مدبولي
• شخصية موسى صبري في مسلسل العندليب – حكاية شعب
—
تكريم جزائري… وعضوية لجنة تحكيم
يقول بفخر:
“كنت أحضر مهرجان المسرح التجريبي سنويًا، ومع الوقت أصبح لي دور فعّال في المناقشات وترشيح الأعمال. ومن شدة اهتمامي فوجئت بدعوة شخصية من الوفد الجزائري لحضور مهرجان المسرح في الجزائر، وتم اختياري عضوًا بلجنة التحكيم هناك. وهذا شرف كبير لي.”
—
الختام
يقول الفنان يحيى زكريا إنه انقطع عن حضور مهرجان القاهرة في السنوات الخمس الأخيرة لأسباب خاصة، ليقتصر لقاؤنا على الصدف في محيط السكن.
ومهما كان حجم أدواره، يبقى واحدًا من الوجوه التي أثرت الدراما والسينما المصرية عبر مئات المشاهد الصادقة.
—
المراجع:
لقاء شخصي مع الفنان يحيى زكريا منذ حوالي عشر سنوات
فيلموغرافيا الأعمال
تحريرًا: حسني طلبة
