728x90
previous arrow
next arrow
أخبار مصرفن

(السوبرمان) قصة قصيرة للكاتب محمد مصطفى

728x90
previous arrow
next arrow
الحمد للرب
ان خلقنى بهذه القوة..بتلك الوسامة..بقدرتى على الطيران..وبهذا الغباء..
لا مخاوف عندى ولا مكان للقلق..قوتى هائلة اذا ما قورنت بجنس البشر..شمس الارض الصفراء تمنحنى اياها وازداد قوة كل يوم..
هيئتى البشرية لا توحى بذلك..انا حريص على اخفاء ماهيتي بل واستمتع باللحظات التى اتشكل فيها كرجل..لا اعداء عندى..اعدائي امحوهم محوا..ثقال الظل والادعياء وعشاق الثرثرة ومن يجاولون ممارسة سلطانهم على.. كل هؤلاء ادهسهم تحت حذائي او انفخ فيهم فيتلاشون ..لا حاجة لى لاحتمالهم..عندى القوة لمحوهم ولا اتردد..لست بشرا عاديا مضطرا لتحمل الصفاقة او الدنائة او الخيانة..افعالي ليست جرائم لو نظرت للامر من ناحيتي..
منذ عام توفى مديري الطيب وحل محله اخر..لم استسغ منظره من اول وهلة بحلته الفاخرة ونظراته المقتحمة ولهجته المتعالية..
اجتمع بنا واخذ يهدد ويتوعد..وجه الى تحذيرا وانذرنى امام الجميع..واجهته بابتسامة وجملة واحدة :
اوامر يا ريس.
لو اردت ان اكون حاكما للعالم..لكنت..لكننى افضل ان اعيش كانسان عادى..
انا فوق السلطة وبعد السلطان والارض فى نظرى ذبابة اتسلى بمراقبتها تحتضر.
فى المساء ارتديت ثياب السوبرمان السوداء طرت الى منزله..تخفيت متسللا الى غرفة نومه..وقعدت اراقب واسجل محاولاته الفاشلة مع زوجته الجديدة..
تاوهاتها المصطنعة لاجل بث الروح فيه..العرق المتصبب من جسده..راسه المتدلية بعدما ايقن الاستحالة..تهاوت ذكورته وهيبته فى هوة عميقة ما بين الرغبة والقدرة ..
نظرت باحتقار لمؤخرة راسه المحنية…جلدته بكلمات لا احب ان اذكرها….
انهار على فخذها باكيا متعللا بالضغوط..قالت بانه هكذا منذ البداية وانها زهرة لم تعد تروى.. وانه يعلم جيدا علته وانها لم تعد تحتمل..
لملمت ملابسها من على الارض ولم يلملم رجولته الذبيحة..
قارنت ما بين منظره الحالى وبين الهالة السلطوية التى يطالعنا بها فى الصباح..او لعل هذا سببا لذاك.
اكتفيت بما رايت..
وفى اليوم التالي واجهته بما علمت..
بالتفاصيل الرهيبة ..بالالفاظ .بلون ملابسه الداخلية والتى ارتداها بالمقلوب من فرط ارتباكه..ويينت له اننى قادر على فعل المزيد ان لم يرتدع..
فى الاجتماع التالي اشاد بأدائي وخلقى العالى.. ولم يعد لازعاجى او التعالى على اي من مرؤسيه..والغربب انه بعد وقت قصير اصبح محبوبا من زملائه وتحسنت علاقته بأمراته..
اكتفيت بذلك..
لست سوبرمان قاس على اية حال.
بالامس ركبت التاكسي مع سائق ثرثار.. حاولت اسكاته بالصمت لكن قلقه من اشياء لا اعرفها دفعه لمزيد من الثرثرة..
نفخت فيه نفخة قوية فطار من شباكها المفتوح وتوليت القيادة باستمتاع حتى منزلى.
قبلها بيوم .رمقنى جارى بنظرة مقيتة بلا سبب.. اطلقت شعاعا من عيني احرقه فى مكانه..
انا سوبر مان لست بحاجة لاحتمال مثل تلك السخافات التى يتحملها البشر العاديين..وبذلك خلا عالمى من البغيضين والسفهاء….افرمهم..اصعقهم..ادهسهم بكل بساطة وبلا تانيب ضمير.
لا رغبة عندى فى تغيير العالم…لا اهتم الا بعالمى الضيق المحيط بي فى يومى العادى كإنسان.
لم يقهرنى احد سوى مريم..
اللعينة تصر على اقتحام احلامى فاستيقظ مختنقا بعبقها..كارها عالما لم تعد فيه.
عاشرت الف أمرأة واكثر..
انا سويرمان فلك ان تتخيل قدرتى فى الغرام..
ان قست متعة المراة وهى تزهر بمقياس من واحد الى عشرة..فمتعتها معى هى مائة او اكثر..
لا تتفق جيناتى الكونية مع جينات بنى البشر ولولا ذلك لمنحت الارض آلاف الابناء.
لكن عشق مريم يسري فى دمى وتعطلت قدراتى تحت قدميها..رفضتنى بهيئتى الارضية واستحال على اجبارها على حبي..رغبت فى قلبها خالصا فوهبته لغيري..
سمعتها تقول لصديقتها ذات يوم باننى ثقيل الظل..وغبي..واطول من اللازم.
لو قبلتنى لتنازلت عن قوتى وعشت فى رحابها رجلا عاديا..لم اشعر انى رجل الا مع مريم..وعدا ذلك فانا سوبرمان وحيد…
اكلت لحمها حية فازددت جوعا لها ..
تلك جريمتى الوحيدة..هزيمتى الوحيدة..
انا سوبر مان بقلب انسان مع الاسف.
كوكبي بعيد بعد مربم..
لا اعداء عندى..لا خوف.. لا قلق.. لا هواجس.. لا اكتراث باحد او اعتبار لأحد…علوت فوق الاشياء والاسماء ..تجاوزت الازمنة
و العصور..سافرت الى اكوان مجهولة..عاصرت عشرين نبيا..
ولم اؤمن بشئ سوى إمراة.
تم نسخ الرابط بنجاح!
اظهر المزيد
728x90
previous arrow
next arrow

نموذج التعليق


لا توجد تعليقات بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى