728x90
728x90
previous arrow
next arrow
أخبار عربية و دوليةتقارير

“الموساد والاختراق الثقافي: كيف يستخدم الاحتلال الدراسات الإسلامية للتغلغل في المجتمعات العربية؟”

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

المستشار/ أحمد عارف

تتنوع الأساليب التي يعتمدها جهاز “الموساد” الإسرائيلي للتغلغل في المجتمعات العربية والإسلامية، ولا يقتصر ذلك على دول شبه الجزيرة العربية، بل يمتد إلى أماكن انتشار العرب والمسلمين حول العالم. فقد يصادف الفرد عناصر أو مجندين تابعين للموساد في أي مكان، سواء في المقاهي أو خلال فرص التوظيف، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قد يظهر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مستخدمًا مفردات من الثقافة الإسلامية ومتحدثًا بلغة العرب، في محاولة للتأثير والاختراق.

حتى اختيار المؤسسات التعليمية لم يسلم من هذا التوظيف، إذ يُلاحظ أن الموساد يحاول استثمار مثل هذه المحطات لتجنيد عناصر تعمل لصالحه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عبر ما يمكن تسميته “التجنيد الثقافي”، وذلك لتقويض المجتمعات الإسلامية من الداخل.

• جامعة تل أبيب للدراسات الإسلامية

تُعد جامعة تل أبيب واحدة من الواجهات التي يُعتقد أن لها ارتباطًا وثيقًا بالموساد. ففي أواخر الخمسينيات، أُنشئ فيها قسم خاص بالدراسات الإسلامية، يُشرف عليه ويُراقب بدقة، من حيث اختيار الطلبة (الذين يكونون من اليهود حصراً) والأساتذة والمقررات، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول الغاية من إنشاء مؤسسة لتدريس الإسلام في بيئة يهودية مغلقة.

وحسب ما ورد على الموقع الرسمي للجامعة، فإن هذا القسم يهدف إلى تقديم “بيئة فريدة للحوار بين الأديان”، ويهتم بدراسة الشريعة والعلوم الإسلامية، والثقافة العربية والإسلامية، كما يقدم دورات تدريبية وورشات عمل مجانية تشمل جولات ميدانية في موضوعات متنوعة.

أما المقررات التي تُدرّس، فتشمل موادًا مثل:

الصهيونية وإسرائيل من وجهة نظر إسلامية

الفكر الإسلامي الشيعي

العلاقات الإسلامية-اليهودية

الشريعة الإسلامية في أوروبا

اللهجات العربية في الجليل

الترجمة بين العربية والعبرية

دراسات مقارنة بين نصوص دينية وأدبية

• أهداف خفية ومخرجات مشبوهة

تُشير تقارير وتحليلات إلى أن هذه الجامعة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل تُستخدم كأداة استراتيجية لإعداد شخصيات ذات مظهر “دعوي إسلامي” لخدمة أجندات خفية، من خلال دعمهم للظهور كقيادات دينية أو فكرية، خاصة في أوقات الأزمات. وتبرز هذه الشخصيات غالبًا في سياق الفتاوى المثيرة للجدل التي تخدم أهدافًا خارجية، وتبدو في بعض الأحيان متوافقة مع المصالح الإسرائيلية.

• آلية التجنيد والتوظيف

تتم عملية إعداد المجندين وفق خطة مدروسة يشرف عليها خبراء في علم النفس والاجتماع والسياسة، إضافة إلى مختصين في التواصل والإعلام، وتركّز على العناصر التالية:

تدريب المرشحين على التعامل مع المسلمين باحترافية.

اختيار أسماء مستعارة توحي بالانتماء الإسلامي (مثل: أبو مصعب، أو أبو جنيد).

إعداد مكثف يشمل دراسة الفقه والعقيدة واللغة العربية، ليتمكن الشخص من إصدار الفتاوى أو الظهور كداعية.

ارتباط مباشر بجهاز الموساد وتلقّي تدريب استخباراتي.

تأهيل البعض منهم ليكونوا قياديين في جماعات مسلحة، كما حصل مع شخصيات مرتبطة بـ”داعش” وفق تقارير إعلامية.

ومن النماذج البارزة التي طُرحت، حالة “بنيامين إفرايم” الذي تظاهر بكونه إمام مسجد في ليبيا تحت اسم “أبو حفص”، قبل أن يُكشف عن انتمائه للموساد.

• نتائج محدودة رغم المحاولاتر

غم الجهود المكثفة لتفتيت النسيج المجتمعي الإسلامي، وزرع الفتن بين الطوائف، وتشويه المفاهيم الدينية، لم تنجح هذه المحاولات في تحقيق أهدافها الكبرى. فقد صمدت الكثير من المجتمعات في وجه محاولات الاختراق، وظلت متماسكة رغم الحملات الإعلامية والثقافية المكثفة، كما فشلت إسرائيل في تحقيق انتصارات حاسمة على الصعيد العسكري والاستخباراتي، خاصة في مواجهاتها مع قوى المقاومة مثل معركة غزة الأخيرة.

تم نسخ الرابط بنجاح!
اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى