د. أيمن عبدالوهاب: إسرائيل تدفع نحو توسيع رقعة الحرب لإقحام واشنطن في الصراع مع إيران.
إدارة الموقع
قال الدكتور أيمن عبدالوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إسرائيل تنتهج منذ بداية التصعيد العسكري سياسة واضحة تهدف إلى توسيع نطاق المواجهة في المنطقة، عبر استثارة ردود فعل إقليمية ودولية تدفع الولايات المتحدة والدول الغربية إلى التورط المباشر في الصراع، وليس فقط عبر الدعم السياسي أو العسكري غير المباشر.
وأوضح عبدالوهاب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “كلمة أخيرة” المذاع على فضائية ON، أن إسرائيل تدرك تمامًا محدودية قدرتها على الدخول في صراع طويل الأمد مع إيران، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، ولذلك فهي تراهن على إدخال لاعبين دوليين في المعادلة بهدف تقليص الضغوط الواقعة عليها، وتوسيع هامش المناورة الاستراتيجية أمامها.
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت حاضرة على الأرض منذ اللحظة الأولى للأزمة، وهو ما يضع واشنطن في موقف معقد، خاصة في ظل محاولات إسرائيل المتكررة لاستغلال هذا الوجود السياسي والعسكري الأميركي للدفع نحو تدخل أوسع قد يشمل العمليات المباشرة أو حتى فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأشار عبدالوهاب إلى أن إسرائيل تواجه في الوقت الراهن تحديات داخلية متصاعدة، تتعلق بتراجع ثقة الشارع في القيادة السياسية والعسكرية، إلى جانب الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها نتيجة تصاعد وتيرة الضربات الإيرانية، التي أصبحت أكثر دقة واستهدافًا، وهو ما يُضعف موقفها الاستراتيجي ويجعل من إطالة أمد الحرب مقامرة غير محسوبة.
ونوّه إلى أن الدعم الأميركي، رغم أهميته، ليس كافيًا لتمكين إسرائيل من الصمود لفترات طويلة، مشيرًا إلى تقديرات تفيد بأن قدرة تل أبيب على الاستمرار في العمليات العسكرية المكثفة قد لا تتجاوز أسبوعًا إلى عشرة أيام حتى مع استمرار الإمداد الأميركي.
وفي المقابل، لفت عبدالوهاب إلى أن إيران تتعامل مع التصعيد العسكري بمنطق مختلف، حيث تحرص على عدم الانجرار إلى مواجهة شاملة، إلا إذا فُرضت عليها، وهو ما يعكس اختلافًا كبيرًا في طبيعة الحسابات الاستراتيجية بين الطرفين. فبينما تسعى إسرائيل إلى تدويل الأزمة، تتبنى إيران خطابًا أكثر ضبطًا، يدور حول الردع والتوازن، لا الهجوم والتوسع.
واختتم عبدالوهاب حديثه بالتأكيد على أن ما تقوم به إسرائيل حاليًا يبدو كمحاولة متعمدة لتوريط الولايات المتحدة والدول الغربية في مواجهة شاملة بالمنطقة، وهي لعبة خطيرة قد تفضي إلى تداعيات لا يمكن السيطرة عليها، ليس فقط في الإقليم، بل على مستوى النظام الدولي بأسره.
لا توجد تعليقات بعد.