في مثل هذا اليوم، 21 أبريل، رحل عن عالمنا صلاح جاهين، أحد أعظم فناني الكاريكاتير والشعر العامي في مصر والعالم العربي. ورغم تأثيره الكبير في وجدان الشعب، غابت ذكراه عن معظم القنوات والإعلام العربي، ربما لأن الأمس صادف الاحتفال بـ شم النسيم.. المفارقة أن جاهين هو نفسه من كتب أشهر أغنياته:
“الدنيا ربيع.. والشمس بديع”.
صلاح جاهين.. الموهبة المتعددة
شاعر، رسام، مؤلف، سيناريست، ومفكر شعبي. كتب الأغاني الوطنية والعاطفية، وترك بصمة لا تُنسى في السينما والمسرح والأدب. لُقب بـ:
- فيلسوف البسطاء
- شاعر الفقراء
- شاعر الثورة
وكان لكل لقب منها قصة، ولكل قصة أثر في قلوب الناس.
من شبرا إلى قلوب الملايين
ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي في 25 ديسمبر 1930، بحي شبرا. كان والده مستشارًا قضائيًا، وهو ما جعل الأسرة كثيرة التنقّل. هذا التنقّل شكّل شخصية الطفل، فأتقن لهجات مختلفة واستفاد منها لاحقًا في دواوينه.
رغم تفوقه في كلية الفنون الجميلة، غيّر مساره إلى كلية الحقوق إرضاءً لوالده.
أول قصيدة في عمر السادسة!
في عام 1936، كتب أولى قصائده في رثاء الشهداء خلال مظاهرات طلابية بالمنصورة. أما موهبته في الكاريكاتير، فظهرت لاحقًا، لكنها كانت ساحرة التأثير.
مشوار إعلامي لامع
بدأ كصحفي في صحف ومجلات مثل:
- “ابن النيل”
- “التحرير”
وفي عام 1955، أصدر أول ديوان له بعنوان “كلمة سلاح”.
بدأت شهرته الحقيقية منتصف الخمسينيات كرسام كاريكاتير في “روز اليوسف” و“صباح الخير”، التي كان من مؤسسيها.
جاهين والثورة
انضم إلى جريدة الأهرام عام 1962، وهناك ازداد تألقه. كتب أغاني ثورة يوليو التي غناها عبد الحليم حافظ، ولحّنها كمال الطويل، مثل:
- “صورة”
- “ناصر يا حرية”
- “بستان الاشتراكية”
- “يا أهلاً بالمعارك”
أوبريت “الليلة الكبيرة”
واحد من أشهر أعماله، بالتعاون مع الموسيقار سيد مكاوي. هذا العمل تجاوز حدود الزمن، ولا يزال يُعرض حتى اليوم بنفس البهجة والنجاح.
نكسة 1967.. جرح لم يندمل
عاش جاهين أزمة نفسية حادة بعد النكسة، فتوقف عن كتابة الأغاني الوطنية، وانزوى يكتب شعر التأمل. هذا الاكتئاب رافقه حتى وفاته.
إبداعات لا تُنسى
أصدر عدة دواوين شعرية، من أبرزها:
- كلمة سلام (1956)
- موال عشان القتال (1957)
- الرباعيات (1963)
- قصاقيص ورق (1965)
في السينما والتلفزيون
شارك كممثل في أفلام مهمة، منها:
- اللص والكلاب (1962)
- لا وقت للحب (1963)
- المماليك (1965)
- وداعًا بونابرت (1985)
كما كتب قصة وأغاني فيلم “خلي بالك من زوزو”، أشهر أفلام سعاد حسني، التي كانت تعتبره أبًا روحيًا لها.
كتب لها أيضًا أغاني:
شفيقة ومتولي المتوحشة
- أميرة حبي أنا
- هو وهي (مسلسل)
رباعيات الخيام
كتبها جاهين ببراعة، ولحنها سيد مكاوي، وغناها علي الحجار. حققت مبيعات تجاوزت 125 ألف نسخة في أيام قليلة فقط.
الحياة العائلية
تزوج مرتين:
- من الصحفية سوسن محمد زكي، وأنجب منها أمينة وأحمد بهاء الدين.
- من الممثلة اللبنانية منى قطان، وأنجب منها سامية، التي ظهرت كممثلة في فيلم خلي بالك من زوزو.
الرحيل
بعد صراع طويل مع الاكتئاب، رحل صلاح جاهين في 21 أبريل 1986، عن عمر 56 عامًا. لكن إرثه الإنساني والفني باقٍ لا يموت.
المراجع:
- ويكيبيديا
- حكاية شارع
تحياتي،
حسني طلبة
