حلّت يوم أمس، الموافق 21 من أبريل 2025، ذكرى وفاة الفنان القدير صلاح سرحان، دون أن تحظى هذه المناسبة باهتمام معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
طفولته وبداياته الفنية
ولد صلاح سرحان في 2 نوفمبر عام 1923، وكان عاشقاً للفن منذ نعومة أظافره، حيث مارس التمثيل في المرحلتين الإعدادية والثانوية. وهو الشقيق الأكبر للفنانين شكري وسلمى سرحان، إلا أنه لم ينل الشهرة أو التكريم اللائقَين بموهبته. وبعد حصوله على الثانوية العامة، قرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
الأول على دفعته
كان صلاح سرحان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة الأربع، وتخرج في المعهد بتقدير امتياز عام 1947، ليبدأ مشواره المهني في الإذاعة والمسرح خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
“غول” الإذاعة والمسرح المصري
بفضل نبرات صوته الحادة المميزة، أسند إليه المخرجون العديد من أدوار البطولة في المسرح والإذاعة، وقدم أعمالاً لا تزال محفورة في ذاكرة الفن المصري، خاصة عبر المسرح القومي، ومنها:
- أهل الكهف (دور ميشيلينا – تأليف: توفيق الحكيم)
- يوليوس قيصر (دور كاسياس – تأليف: وليم شكسبير)
- صلاة الملائكة (دور الملاك – تأليف: توفيق الحكيم)
- الذباب (دور أوريست – تأليف: جان بول سارتر)
- الخرتيت (دور الجِن – تأليف: يوجين يونسكو)
كما شارك في مسرحيات مميزة في الستينيات، مثل:
المحروسة (1961)
- تأليف: سعد الدين وهبة – إخراج: محمود مرسي
- بطولة: توفيق الدقن، شفيق نور الدين، أحمد الجزيري، صلاح سرحان، كمال حسين، وغيرهم
القضية (1961)
- تأليف: لطفي الخولي – إخراج: عبد الرحيم الزرقاني
- بطولة: سهير البابلي، عبد الله غيث، حسن البارودي، صلاح سرحان (في دور عبده)
مصرع كليوباترا (1964)
- تأليف: أحمد شوقي – إخراج: كمال ياسين
- بطولة: سميحة أيوب، عمر الحريري، محمد الطوخي، صلاح سرحان
أبرز أعماله الإذاعية
- في بيتنا رجل (1960) – قصة: إحسان عبد القدوس، إخراج: محمد علوان
- شخصيات تبحث عن مؤلف (1961) – إخراج: السيد بدير
- العبيد (1962) – تأليف: سنية قراعة، إخراج: محمود عبده
أعماله السينمائية
رغم قلة أدواره في السينما، فقد ترك بصمة واضحة في بعض الأفلام، منها:
- أماني العمر (1955): دور فؤاد عبد العليم – نجح فيه بدور الشرير
- خلخال حبيبي (1960): دور أحمد – شقيق رشدي أباظة
- الشموع السوداء (1964): دور شقيق البطل – أبرز أدواره السينمائية
ورغم مشاركته في أفلام أخرى بأدوار صغيرة، مثل بين قلبين (1953)، علشان عيونك (1954)، والعروسة الصغيرة (1956)، إلا أن النقاد أجمعوا على موهبته، خصوصاً في “الشموع السوداء”، الذي اعتُبر آخر أعماله الفنية.
مسيرته القصيرة في السينما
رغم لقبه المهيب كـ”غول المسرح والإذاعة”، لم يُتح له الزمن الفرصة لتحقيق نفس النجاح في السينما، باستثناء بعض الأدوار التي أبرزت موهبته في أداء أدوار الشر، مثل “أماني العمر” و”الشموع السوداء”. لكن الموت خطفه مبكراً قبل أن يكمل مسيرته السينمائية.
تكريم شقيقه شكري سرحان له
من شدة حب الفنان شكري سرحان لشقيقه صلاح، أطلق اسمه على ابنه الأول، ليصبح صلاح شكري سرحان، الذي سار على درب الفن كمخرج ومؤلف، لكنه رحل أيضاً في شبابه، مثل عمه.
وفاته
بعد صراع قصير مع المرض، توفي الفنان صلاح سرحان في 21 أبريل 1964، عن عمر ناهز 41 عاماً. شارك المئات من فناني المسرح والإذاعة في جنازته، ليودعوا واحداً من أعظم رواد الفن المصري، الذي لم يسعفه الحظ ليكمل مجده في السينما، لكنه ترك إرثاً لا يُنسى في ذاكرة الزمن الجميل.
المراجع:
- ويكيبيديا
- سينما.كوم
تحياتي،
حسني طلبة
