
ج٢ ) قصة حياة بنت الحتة
الفنانة القديرة.(زهرة العلا )
سر نجاحي حكمة
وقول الفنانة ( زهرة العلا ) فى مقالى (لمجلة الكواكب)
رقم ٣٤٢ بتاريخ ١٨ فبراير
١٩٥٨ : فى كل يوم ؛ وقبل أن أخرج إلى العمل استقبل اليوم بنظرة أمل وتصميم إلى اللوحة المعلقة فى حجرة نومى ؛ فى هذه اللوحة كتبت بماء الذهب الحكمة التى تقول الفشل يحقق النجاح ؛؛وتذكرنى هذه الحكمة بمدرسة اللغة العربية فى المدرسة الابتدائية ؛ حيث كان يفرض علينا النصوص الأدبية وبعض الحكم والماثورات عن ظهر قلب حتى ولو كنا لا نفهم لها معنى ٠ وقد أعطانا درسا عن هذه الحكمة ( الفشل يخلق النجاح ) ولكننى اعترف باننى لم افهم حرفا مما قال ومع ذلك حفظت الحكمة حتى لا تتعرض للعقاب !! ومرت الايام ودخلت معهد التمثيل ؛ وانتقلت إلى السنة الثانية

وأعلن أستاذى زكى طليمات وكان عميدا للمعهد.فى ذلك الوقت أعلن أن المعهد قرر اختيار بعض فتيات المعهد ليعملن فى الفرقة المصرية
وجاء يوم الامتحان وقفت أمام لجنة من بعض أساتذة المعهد القى المونولوج التمثيلى الذى أعدته ؛ ولكنى أخطأت فى تأدية المونولوج عدة مرات فاضطربت ولم استطع اكمال الدور ؛ وكان ذلك سببا كافيا لعدم نجاحى

وطفرت الدموع من عينى
ثم أرتفع صوتي بالبكاء
كما يفعل الأطفال وقفزت إلى ذاكرتى الحكمة التى حفظتها عن ظهر قلب وفهمت لأول مرة كيف أن الفشل يحقق النجاح ٠
وما أكثر مرات الفشل التى استطعت اجتيازها بسلام بفضل هذه الحكمة الجميلة ولم يكد ينتهى المنظر حتى كان كل الموجودين يصفقون لى ودارت عبناى تبحث عن المخرج لاطمئن
بنفسى ووجدته يصفق مع الأخريين ؛ ألست على حق فى أن احتفظ بهذه الحكمة
مكتوبة بماء الذهب فى حجرة نومى ؟
وألا تؤمن بأن الفشل يخلق النجاح ٠
لولا الفن لأصبحت دكتورة
وفى مقالة أخرى ( لمجلة الكواكب ) فى العدد رقم
٣٢٨ بتاريخ ١٣ نوفمبر من عام ١٩٥٧ قالت الفنانة ( زهرة العلا ) :
فى العاشرة من عمرة كنت طالبة فى إحدى مدارس الإسكندرية ؛ وكنت يومها رئيسة فريق التمثيل بالمدرسة ؛.واعلنت المدرسة
عن حفل تمثيلى ذهبت إليه وكانت لى صديقة حميمة كانت متحمسة لى جدا وكانت تنتظر هذا الحفل بفارغ الصبر ولكن حظها العاثر جعلها تمرض وتلزم الفراش يوم الحفل !!
وانتهى الحفل وعدت إلى البيت ؛ وكنت مجهدة فاستلقيت على فراشى ونمت ؛ ولكنى فوجئت يأبى
يوقظنى ؛ وان والدة زميلتى جاءت لزيارتها وأنها أصيبت بالحمى ودرجة حرارتها مرتفعة جدا ؛ وراحت تهذى بكلمات فهم منها الطبيب المعالج أنها تريد أن ترانى أمثل ٠ وطلب الطبيب من آلام استحضارى
عسى أن يلطف وجودى ورؤية الصديقة درجة حرارتها ؛ وبالفعل ذهبت اليها وقمت بتمثيل الدور أمامها ؛ وعند الانتهاء من تمثيل دورى وجدت صديقتى تضحك مبتسمة ؛
وشكرنى الطبيب ورجانى أن أقوم بزيارتها كل يوم وان أمثل أمامها ؛ وبالفعل كنت كل يوم بعد الانتهاء من المدرسة اقوم بزيارتها وتمثل أمامها حتى تماثلت بالشفاء ٠٠
ومن الطريف أن والدتها كانت تفتح الباب وما أن ترانى حتى تصبح قائلة :
الست الدكتورة جت ٠٠
ومن يومها تمنيت بالفعل أن أكبر وأصبح دكتورة ٠
علمتنى الحياة
تقول الفنانة زهرة العلا ( لمجلة الكواكب ) فى العدد رقم ٣٢٢ بتاريخ
اول اكتوبر ١٩٥٧
بعد أن تخرجت من معهد التمثيل أن استدعتنى ناظرة إحدى مدارس البنات وكانت أستاذة لى فى المدرسة الابتدائية بالإسكندرية وطلبت من. أن أسهم بجهودى فى تدريب
فريق التمثيل بمدرستها ليتمكن من الفوز بالجائزة الأولى فى مباريات المسرح المدرسى ٠٠ وبدأت ادرب البنات من أعضاء فريق التمثيل ٠٠ وأقيمت المسابقة وفازت المدرسة بتقدير كبير إلى جانب المرتبة الأولى ؛ وكادت الناظرة تطير فرحا لهذه النتيجة ؛ وشعرت انا
لأول مرة بلذة الانتصار ؛ وحدث عندما لمع اسمى كممثلة سينمائية وبدأت العروض تنهال على من كل جانب ونجحت نجاحا جعلنى افكر فى أن أعيش
حياة كلها رفاهية كما يعيش النجوم اللامعات عادة ٠
حدث أن فوجئت وانا لم أزل اعيش بشعور النجمة وانا ادخل مسرح الازبكيه بسيدة رثة الثياب تسأل عن
إحدى زميلاتها ؛ ولا أدرى اى دافع جعلنى اسال بواب المسرح عمن تكون هذه السيدة ٠٠ فروى لى قصة حياتها ٠٠ وأنها كانت يوما ما من ألمع نجوم المسرح ٠
وكان قرارها مضرب الأمثال
وكانت تعيش حياة كلها بذخ ورفاهية ٠٠ وتقدمت بها السن وضاعت أموالها
وتطور الأمر بها حتى انتهت إلى أن استجدى زميلاتها القدامى لتعيش !!
كانت قصة حياة هذه النجمة درسا لى ؛ استفدت منه كثيرا ٠٠ فلقت نحيت من راسى فمرة الحياة المترفة الناعمة وقررت أن أعيش كما كنت اعيش فى بيت إلى ؛ حياة لا إسراف فيها ولا حرمان ٠
جريت والجمهور بطاردنى
وقالت الفنانة زهرة العلا فى عدد ( مجلة الكواكب )
رقم ٣٦٤ بتاريخ ٢٢ يوليو
من عام ١٩٥٨ : –
اثناء تصوير فيلم ( ارحم دموعى ) كان على ان أظهر فى أحد المشاهد وانا أجرى
فى إحدى الشوارع القريبة من مصنع للورق بحثا عن شقيقى للنقل إليه خبرا سارا
وكان الفنان (يحيى شاهين).هو الذى يمثل دور الشقيق ٠
ونقلت معدات التصوير إلى أحد الشوارع المجاورة لمصنع الورق الذى اختاره المخرج ؛ وما أن شاهد الناس العربة التى تحمل الكاميرا حتى دفعهم الفضول إلى الالتفات حولها
وعندما بدأ التصوير كان على ان اخرج من باب إحدى فيلات الشارع لأجرى
وعلامات اللهفة بادية على وجهى ؛ وما أن بدأت فى اجرى حتى رانى أحد خبراء المصنع وهو يقف بين الناس يتفرج مثلهم ؛ وسارع يجرى خلفى وتبعه بعض أفراد الجمهور وتوقف التصوير طبعا ووقفت وانا اشعر بالخوف وااخفير يقترب منى ويصيح فى لهجة خشنة قاسية :- يتجرى ليه ياست- وانقذنى مساعدو المخرج الذين التفوا حول الخفير وأخذوا يشرحون له أننا نصور أحد.الافلام واعتذر الخفير وشرعنا نعيد تصوير المشهد من جديد ؛ على أننى ما كدت أخرى قليلا تجاه المصنع حتى شاهدنى بعض عماله وجاءوا يتفرجون ولكنهم ظلوا بعيدا عن الكادر ؛ ولكن ظهر شاب يركب دراجة وشاهد الناس
يتبعونى على بعد وظن أنهم يريدون اللحاق بى لجريمة ارتكبتها فجرى خلفى بدراجته واقترب منى وقفز من فوق دراجته وامسكتى بين صياح المخرج وصورة المصور بعد أن ضاع تصوير المشهد مرة أخرى !!
وقررنا أن نبحث عن شارع هاظىء لتصوير المشهد واقمنا حراسة على مداخل الشارع حتى نؤمن المفاجآت وبدانا تصوير المشهد وكانت سيدة من سكان الشارع تقف فى شرفتها وما أن رأتني أجرى حتى صاحت تستغيث ظانة أننى قد ارتكبت جريمة وأجرى هاربة وسمعها بعض الخفراء الذين يحرسون المخازن العديدة فى الشارع
فإذا بهم يتجمعون لمطاردتى ووجدت نفسى محاطة بعشرة خفراء على الأقل وكادوا يعتدون على بالضرب لولا أن جاء المخرج والفنيين الذى كانوا يرافقوننى وعاد الخفراء يعتذرون لى وينسحبون !!
واعدنا تصوير المشهد فى نفس الشارع ولكن عند إعداد الفيلم للعرض فى الاستديو استغنى المونتير عن هذا المشهد ورأى الاكتفاء بمشهد خروجى من الفيلا ثم مشهدى وانا أجرى داخل المصنع الذى تكبدنا
فيه المشاكل ويطيل الفيلم
عند العرض دون داع !!
إسماعيل ياسين
فى الأسطول
( جريدة الشعب اليومية ) بتاريخ ١٨ مايو ١٩٥٨ مقالة بإمضاء ناقد قال فيه : –
الفكاهة فى هذا الفيلم ليست مفتعلة ولا تعتمد على التلاعب باالالفاظ بقدر ما تعتمد.على المواقف ٠
وهذا نضج بالفكاهة ٠٠
تقوم زهرة العلا وزينات صدقى ورياض القصبحى
بادوار ناجحة فى الفيلم ؛ كما نجح المخرج ( فطين
عبد الوهاب) فى اخراج
الفيلم بأسلوب واقعى بلا تكلف فيه ٠٠ وظهرت مناظر الأسطول والغواصات بمظهر
مشرف لائق ٠
وفى مقالة أخرى ( لمجلة الفن ) فى عدد ديسمبر ١٩٥٧
قد وفق اسماعيل ياسين وكذلك عبد المنعم ابراهيم فى دوره الجديد على الرغم من صعوبته واضطراره إلى نطق الألفاظ بطريقة خاصة ؛ كذلك زهرة العلا
وزينات صدقى أدت كل منهما دورها كاملا ٠٠ وكانت زهرة العلا أنيقة فى بساطة
تتناسب مع دورها كممرضة
فعرضت لنا ثيابا رخيصة لكن بذوق سليم ٠
كابتن مصر
قال ناقد فى مجلة ( أهل الفن المجهول ) بتاريخ
٣ مارس ١٩٥٥ : –
أن محمود المليجي ومارى
منيب وزينات صدقى وزهرة العلا قد اجادوا كالعادة ؛ لكن ليس هناك فضل للمخرج عليهم ٠ بل على العكس هو الصحيح
ملك البترول
تقول الفنانة زهرة العلا أنها مثلت مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين حوالى ١٦ فيلما وانه فنان طيب جدا وخلوق ويمثل بتلقائية ويعشق التمثيل وفى فيلم ملك البترول عبر عن حياته قبل امتلاكه للبترول وهو فقير بعد امتلاكه للبترول هو غنى ييعر الجميع للتقرب منه ومنعم والدها الذى قام بدوره ( استيفان روستى ) معتقدين أن أرضه مليئة بالبترول وهو اعتقاد خاطىء لأن صفيحة البنزين رشت على أرضه !! من هنا أراد المخرج كشف الناس على حقيقتها وأنهم يعشقون الفلوس !!
زوج بالإيجار
تقول عنه الفنانة زهرة العلا فى أحدى لقاءاته التليفزيونية أن الفيلم عبارة عن ( فانتازيا اجتماعية فى قالب فكاهى وكانت هناك مباراة فى الأداء الكوميدى بين الفنانان اسماعيل ياسين وحسن فائق ) ٠
المجانين فى نعيم
تقول الفنانة زهرة العلا أن فيلم ( المجانين فى نعيم )
كانت البطولة الرئيسية فيه للفنان اسماعيل ياسين أما الفنانات فكانت ادوارنا تقريبا متساوية(انا.والفنانة
شويكار والفنانة نجوى فؤاد
وأبدع فى الفيلم الفنان رشدى أباظة ؛ وكان الفنان اسماعيل ياسين هو محور احداث وقائع الفيلم وهو من نوع الكوميديا السوداء
و الفانتازيا ونجح الفيلم علم عند الجمهور ٠
اسماعيل ياسين في
البوليس
وتضيف الفنانة زهرة العلا قائلة : اعتقد أن فيلم ( اسماعيل ياسين في البوليس ) من اروع أفلامه السينمائية كفنان أبدع فى التمثيل فى هذا الفيلم وبالطبع اجاد المخرج ( فطين عبد الوهاب ) كعادته فى الاخراج للافلام الكوميدية الهادفة التى تعتمد على القصة والسيناريو والحوار وعلى أداء الممثلين ٠
سر طاقية الاخفاء
وتضيف الفنانة زهرة العلا أن من احب الأفلام إلى قلبها فيلم ( سر طاقية الاخفاء ) وان البطل فى هذا الفيلم هو المخرج العبقرى ( نيازى مصطفى )
أبرع مخرج سينمائي مصرى وعربى فى الخدع السينمائية ؛ وانا معجبة جدا بالفنان الطفل ( احمد فرحات ) وبالاداء الكوميدى الرائع بدون تجاوزات للفنان ( عبد المنعم ابراهيم ) ٠
عاشور قلب الأسد
وتضيف تعاملت مع الفنانان الكوميديان عبد السلام النابلسى وعبد المنعم ابراهيم فى هذا الفيلم وكلا منهما له مدرسته فى التمثيل
ونجح الفيلم ٠
الرباط المقدس
سألها أحد.الصحفيين أن ملابس الفنانة ( صباح )
فى الفيلم شديدة الأناقة ( أكثر من اللازم ) مقارنة
بملابسك (أقل من اللازم)
أجابت الفنانة زهرة قائلة :
كلانا كانت ملابسه مناسبة تماما للشخصية التى تؤديها
وان الفنانة صباح من نوع خاص وجودها فى الدور وجود قوى ٠٠ اقوى من الدور الذى تؤديه ٠٠
جائزة أحسن ممثلة عن
دورها فى ( طريق الامل )
حصلت الفنانة ( زهرة العلا)
على جائزة التمثيل الاولى مشاركة مع الفنانة ( فاتن حمامة ) عن دورها فى فيلم
( طريق الأمل ) للمخرج العملاق(عز الدين ذوالفقار)
( والى اللقاء مع الحلقة
الثالثة مع الفنانة زهرة
العلا ٠٠ بنت الحتة ) ٠
المراجع : –
١) كتاب زهرة العلا
بنت الحتة للكاتب ابراهيم
الموجى
٢) عدة مقالات صحفية ٠
٣)لقاء فى برنام تليفزيونى٠
مع تحيات /
حسنى طلبة