
وسيلة حسين تركت كلية الطب من أجل التمثيل… لكنها ظلت أسيرة الأدوار الثانوية
بناءً على توجيهات سعادة المستشار أحمد بك عارف بالكتابة عن الفنانين والفنانات الموهوبين من أصحاب الأدوار الثانوية، وقع الاختيار على الفنانة وسيلة حسين، إحدى الممثلات اللاتي قدمن عطاءً فنيًا صادقًا وممتدًا، رغم أنهن لم ينلن حظ البطولة.


—
طفولتها وبدايتها الفنية
وُلدت الفنانة وسيلة حسين في 24 أبريل 1933، وأحبت الفن منذ طفولتها المبكرة، وعشقته بشغف، وخاضت تجارب تعليمية وفنية متنوعة. إلا أن والدها عارض هذا التوجه بشدة، وأصر على أن تنشغل بتعلم وحفظ القرآن الكريم على يد أحد الشيوخ، وهو ما أسهم في إتقانها النطق السليم للغة العربية، وتفوقها في مادتي اللغة العربية والتربية الدينية.


هذا التفوق شجعها على المشاركة في جميع الحفلات والأنشطة الفنية بالمدرسة خلال مرحلتي الإعدادية والثانوية. وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، رغبت في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أن معارضة والدها حالت دون ذلك، خاصةً بعد حصولها على مجموع مرتفع أهلها للالتحاق بكلية الطب.
—
كلية الطب وبوابة التمثيل
التحقت بكلية الطب، وفي الوقت نفسه التحقت بقسم التمثيل بكلية الآداب. وخلال دراستها بالسنة الأولى في كلية الطب، أصبحت نجمة لمسرح كلية الآداب، إلا أن انشغالها بالفن جاء على حساب دراستها الطبية، فرسبت في السنة الأولى، ما تسبب في حزن والدها وأسرتها.
أجبرها والدها على إعادة السنة والتفرغ للدراسة بكلية الطب، مع تأجيل التمثيل إلى ما بعد التخرج. وبالفعل نجحت وانتقلت إلى السنة الثانية بكلية الطب، وإن ظل شغف الفن يلازمها.
—
وفاة الوالد والتحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية
عقب وفاة والدها أثناء دراستها في السنة الثانية بكلية الطب، تقدمت بأوراقها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بالتوازي مع دراستها الطبية. وسرعان ما انهالت عليها العروض المسرحية وهي في السنة الأولى بالمعهد، فانشغلت بالتمثيل على حساب الدراسة، واضطرت في النهاية إلى ترك كلية الطب نهائيًا والتفرغ للفن.
شاركت في عدد كبير من المسرحيات وهي طالبة بالمعهد، ما جعل التوفيق بين الدراسة والعمل المسرحي أمرًا بالغ الصعوبة.
—
الرفد من المعهد
بسبب كثرة الغياب، قررت إدارة المعهد العالي للفنون المسرحية فصلها، فاختارت أن تعوض ذلك بالتألق والإبداع في العمل الفني، معتمدة على موهبتها الفطرية وخبرتها العملية.
—
من المسرح إلى السينما والتليفزيون
رغم مشاركاتها المسرحية، لم تشعر وسيلة حسين بالرضا الكامل عن تجربتها على خشبة المسرح، فقررت خوض تجربة التمثيل في السينما والتليفزيون. وبالفعل شاركت في عدد كبير من الأعمال الدرامية، إلا أنها ــ وعلى الرغم من موهبتها التي شهد لها الجمهور والنقاد ــ لم تنل فرصة البطولة، وظلت حبيسة الأدوار الثانية والثانوية.
—
أهم أعمالها التليفزيونية (مختارات)
الضحية (1964) – إخراج: نور الدمرداش
البقية (1966) – إخراج: نور الدمرداش
الدوامة (1973) – إخراج: نور الدمرداش
على باب زويلة (1976) – إخراج: نور الدمرداش
البوسطجي (1976) – إخراج: فخر الدين صلاح
هي والمستحيل (1979)
ليالي الحلمية (1987) – إخراج: إسماعيل عبد الحافظ
الطاحونة – ج1 (1984)
عيون الآخرين (1994)
(إلى جانب عشرات المسلسلات الأخرى)
—
أهم أعمالها السينمائية (مختارات)
المخربون (1967) – إخراج: كمال الشيخ
دلال المصرية (1971) – إخراج: حسن الإمام
أغنية على الممر (1972) – إخراج: علي عبد الخالق
زائر الفجر (1973) – إخراج: ممدوح شكري
خمسة باب (1983) – إخراج: نادر جلال
البرئ (1986) – إخراج: عاطف الطيب
الإرهاب (1989) – إخراج: نادر جلال
العفاريت (1991) – إخراج: حسام الدين مصطفى
(وأفلام سينمائية أخرى)
—
السهرات التليفزيونية والمسلسلات الإذاعية
سهرات تليفزيونية:
لعبة الأرقام
لا وقت للضياع
عاشق الربابة
حب محفوظ في الأرشيف
زوجة مخلصة جدًا
مسلسلات إذاعية:
جوابات
جراح عميقة
الآنسة ميمي
—
الرحيل
بعد آخر أعمالها الفنية، مسلسل «عيون الآخرين» عام 1994، ابتعدت الفنانة وسيلة حسين عن الساحة الفنية، وتفرغت لحياتها الخاصة. وبعد تعرضها لوعكة صحية، رحلت عن عالمنا في 4 يوليو 2006.
تركت وسيلة حسين إرثًا فنيًا مهمًا وبصمة واضحة في تاريخ الدراما المصرية، خاصة في أدوار الأم، والخادمة، والمعلمة، والمربية، وغيرها من الشخصيات التي أدتها بصدق واحتراف. كانت نموذجًا للفنانة المجتهدة التي لا تسعى إلى النجومية بقدر ما تسعى إلى الدور الجيد والأداء الصادق.
وبرحيلها، فقد الوسط الفني صوتًا ناعمًا ظل يدعم الدراما من الهامش، لكنه بقي حاضرًا في وجدان جمهور الفن الجميل.
—
المراجع
مواقع فنية متخصصة
مع خالص التحية حسني طلبة









