728x90
previous arrow
next arrow
أخبار مصررياضة

محمد لطيف.. شيخ المعلقين وأول محترف مصري في الدوري الإنجليزي

حسني طلبة

728x90
previous arrow
next arrow

محمد لطيف، المعلق الرياضي الراحل، لقب بـ”شيخ المعلقين”، وارتبط اسمه بكرة القدم المصرية والعربية كلاعب ومدرب ثم كمعلق أثرى الملاعب بصوته وأسلوبه المميز.

محمد لطيف.. شيخ المعلقين
محمد لطيف.. شيخ المعلقين

الطفولة والبدايات الكروية

ولد محمد لطيف في 23 أكتوبر عام 1909 بمدينة بني سويف. بدأ مشواره الرياضي في مدرسة الخديوية الثانوية، وبعد فوز المدرسة بكأس دورة المدارس عام 1920، ضمه الكابتن حسين حجازي إلى صفوف نادي الزمالك، ليسجل هدفًا في مرمى الأهلي، ويصبح نجم الزمالك وأحد أبرز جناحيه الأيمن.

محمد لطيف.. شيخ المعلقين
محمد لطيف.. شيخ المعلقين

الاحتراف في إنجلترا

في عام 1926، وقع عليه الاختيار من قِبل مستر سامسون، مراقب التربية البدنية بوزارة المعارف، للسفر إلى إنجلترا ضمن بعثة دراسية، وهناك رشّحه مدرب المنتخب المصري آنذاك، الاسكتلندي جيمس ماكراي، للانضمام إلى نادي رينجرز الاسكتلندي، أحد أقوى أندية الدوري الإنجليزي آنذاك.
أحرز هدفًا في أولى مبارياته أمام فريق “دندي باستر”، واستمر محترفًا لمدة ثلاث سنوات حتى نهاية البعثة، ليعود مجددًا إلى نادي الزمالك.
ويُعد محمد لطيف أول محترف مصري حقيقي في أوروبا، رغم احتراف الكابتن حسين حجازي سابقًا، إلا أن لطيف ترك بصمة واضحة في مسيرة الاحتراف، ومهّد الطريق بعده لحارس المرمى مصطفى كامل منصور للاحتراف في اسكتلندا أيضًا.

محمد لطيف.. شيخ المعلقين
محمد لطيف.. شيخ المعلقين

مع المنتخب المصري

انضم لطيف إلى صفوف المنتخب المصري عام 1932، وشارك مع الفريق في كأس العالم الثانية عام 1934 بإيطاليا، ثم شارك في الدورة الأولمبية ببرلين عام 1936، مقدمًا أداءً مشرفًا مع منتخب بلاده.

الاعتزال والتحول للتدريب

اعتزل محمد لطيف كرة القدم رسميًا عام 1945، بعد أن خاض آخر مبارياته مع منتخب الجيش المصري أمام فريق وندرز.
ثم اتجه إلى التحكيم، ونال الشارة الدولية، قبل أن ينتقل إلى مجال التدريب، حيث درّب نادي الزمالك والمنتخب المصري لكرة القدم لعدة سنوات.

محمد لطيف.. شيخ المعلقين
محمد لطيف.. شيخ المعلقين

الانتقال إلى التعليق الرياضي

في عام 1948، بدأ لطيف رحلته في مجال التعليق الرياضي، وذاع صيته بسرعة، وأصبح أيقونة حقيقية في هذا المجال في مصر والعالم العربي، بفضل صوته المميز وأسلوبه الساخر والبسيط في آنٍ واحد، ليُعرف بلقب “شيخ المعلقين”.

إفيهات لطيف الشهيرة

اشتهر لطيف بعباراته الطريفة والمبتكرة التي أحبها الجمهور، منها:

  • “الكورة أجوان”: عند تسجيل الأهداف.
  • “يا ولد يا لعيب”: للإشادة باللاعبين المهرة.
  • “يا سلام يا سلام”: للإعجاب باللمسات الفنية.
  • “يا خبر يا خبر!”: عند حدوث مواقف مثيرة.
  • “يا شيخة اخشي!”: عندما ترتطم الكرة بالعارضة دون أن تسكن الشباك.

لطيف.. صوت من نوع فريد

قال عنه الكاتب الكبير خيري شلبي:

“عرف الأثير معلقين كُثر، لكنه لم يعرف من طراز محمد لطيف أحدًا غيره. لقد أدرك مبكرًا أن نقل المباراة عبر الأثير لا يتيح الإبداع، لكنه تمكن بأسلوبه الفريد أن ينقل الملعب كله إلى أذهان المستمعين. لم يكن يعلق فقط، بل كان يلعب، يركض، يتحسر، ويغضب مع كل كرة. كان يضفي على المباريات حياةً مضاعفة، حتى أننا أحببنا كرة القدم بسببه.”

الإنجازات الرياضية

  • فاز مع الزمالك ببطولة منطقة القاهرة أعوام:
    1928/1929، 1929/1930، 1931/1932، 1933/1934، 1939/1940، 1940/1941، 1944/1945.
  • نال جائزة الملك فؤاد عامي 1934 و1941.
  • كمدرب، حصد مع الزمالك بطولة كأس مصر أعوام:
    1960، 1961، 1962.
  • حصل على جائزة أفضل معلق رياضي من اتحاد إذاعات الدول العربية لعدة سنوات.
  • تصدّر استفتاءات الإعلام الرياضي كأفضل معلق رياضي طوال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات.

أدواره في السينما

شارك الكابتن محمد لطيف بشخصيته كمعلق رياضي في عدة أفلام شهيرة منها:

  • “غريب في بيتي” (بطولة سعاد حسني ونور الشريف).
  • “في الصيف لازم نحب” (بطولة سمير صبري، سمير غانم، نور الشريف، وصلاح ذو الفقار).
    كما ظهر كمدير كرة ومدرب لنادي الزمالك في فيلم “حديث المدينة”، من إنتاج ماجدة، وبطولة عصام بهيج، سميرة أحمد، شويكار، وعدد من نجوم الكرة المصرية مثل طه إسماعيل، علي محسن، حنفي بسطان.

الرحيل

في مارس 1990، وأثناء استعداده للتعليق على مباريات كأس العالم بإيطاليا، وحرصه الدائم على متابعة كل كبيرة وصغيرة في البرامج الرياضية بالتلفزيون المصري، وحرصه على اختيار المعلقين والمخرجين بنفسه، فُجع الوسط الرياضي بوفاته المفاجئة في 17 مارس 1990.
رافقه آنذاك في فريق التعليق الكابتن محمود بكر، الذي استكمل المهمة وحده.
أُقيمت له جنازات رمزية وتعازٍ في عدة أماكن:

  • مسجد مصطفى محمود.
  • فيلته بشارع نصر الدين بالجيزة.
  • نادي الزمالك.
  • مبنى التليفزيون المصري.

رحل محمد لطيف جسدًا، لكن تعليقاته وتحليلاته ظلت حية في مكتبات الإذاعة والتلفزيون، محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم المصرية والعربية.


المراجع:
مع تحيات / حسني طلبة

تم نسخ الرابط بنجاح!
اظهر المزيد
728x90
previous arrow
next arrow

نموذج التعليق


لا توجد تعليقات بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى